responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 592

فيتركب من الكيفية الطعمية ومن التأثير اللمسي شيء واحد لا يتميز في الحس، فيصير ذلك الواحد كطعم واحد متميز، فإنّه يشبه أن يكون طعم من الطعوم المتوسطة بين الأطراف يصحبه تفريق وإسخان يسمى ذلك كلّه حرافة، وآخر يَصحبه طعم وتفريق من غير إسخان وهو الحموضة، وآخر يصحبه مع الطعم تكثيف وتجفيف، وهو العفوصة. ولا شك أنّ الحرافة تفعل تفريقاً والعفوصة قبضاً، فالمدرك بحس الذوق كلّه طعم أو شيء مركب من الطعم ومن تفريق الحاسة؟ فيه احتمال.

قال أفضل المحققين في حصر الطعوم في التسعة: إنّ العفوصة والقبض مختلفان بالشدة والضعف، وهما لا يوجبان الاختلاف النوعي، إذ لو أوجب الشدة والضعف الاختلاف نوعاً، لكان كلّ واحد من هذه الأنواع نوعين[1]، بل الطعوم فيها اختلافات كثيرة كما بين حلاوة العسل وحلاوة السكر وحلاوة الدبس وغيرها. وأيضاً المركبات لا حدّلها [2] .

المسألة الثالثة: في الروائح [3]

وهي كيفيات محسوسة بحاسة الشم، لم يوضع لأنواعها أسماء لخصوصياتها، بل وضعوا لها من طريق الموافقة والمخالفة، بأن يقال: رائحة طيبة أو منتنة، وهذا كما يقال في الطعم إنّه طيب أو غير طيب، من غير تصور فصل يخص الطيب من غيره. أو من طريق الاشتقاق، بأن يشتق لها من الطعوم المقاربة لها أسماء فيقال: رائحة حلوة ورائحة حامضة، كأنّ تلك الروائح التي اعتيد


[1] س: «لكل واحد من هذه الأنواع نوعان».
[2] نقد المحصل: 144.
[3] قارن كتاب النفس لأرسطو طاليس: 76; المعتبر لأبي البركات2:339; شرح المقاصد2:288.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 592
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست