responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 590

الطعوم، ثمّ المرارة، ثمّ الملوحة; لأنّ الحِرِّيف أقوى على التحليل من المرّ، فكان أسخن منه.

وإنَّما أُخرت الملوحة عن المرارة أمّا بالإنّية، فلأنّ الملح المرّ والبورق [1] أكثر تسخيناً من الملح المأكول . وأمّا باللّمية، فلأنّ الملوحة إنّما تتولد من مخالطة أجزاء أرضية محترقة يابسة المزاج مُرّة الطعم بأجزاء مائية قليلة الطعم أو عديمة الطعم مخالطة باعتدال، فإنّها إن كثرت أمرّت، وهذه الأجزاء المائية غير معتبرة في المرارة، ومن هذا تتولد الأملاح وتملح المياه. وقد يصنع من الرماد والقلي والنورة وغير ذلك، بأن يطبخ في الماء ويصفى ويغلى ذلك الماء حتى ينعقد ملحاً، أو يترك فينعقد بنفسه.

والعفوصة أبردها ثمّ القبض ثمّ الحموضة، ولهذا فإنّ الفواكه التي تحلو تكون فيها أوّلاً عفوصة شديدة التبريد، فإذا اعتدلت يسيراً بإسخان الشمس المنضج مالت أولاً إلى القبض، ثمّ إلى الحموضة مثل الحصرم، وفيما بين ذلك تكون إلى قبض يسير ليس بعفوصة، ثمّ تنتقل إلى الحلاوة إذا عملت فيها الحرارة المنضجة. وقد تنتقل من العفوصة إلى الحلاوة من غير تحميض، لكن الحامض وإن كان أقلّ برداً من العفص فهو في الأكثر أكثر تبريداً منه، للطافته ونفوذه في الظاهر والباطن وشدة غوصه.


[1] البُورق: ـ بالضم ـ أصناف مائي وجَبلي وأرمني ومصري وهو النَّطرون مسحوقُه يُلطخ به البطن قريباً من نار، فانّه يخرج الدود، ومدوفاً بعسل أو دهن زنبق تُطلى به المذاكير، فانّه عجيب للباءَة. القاموس المحيط3:309.
أنواع البورق مختلفة، ومعادنه كثيرة كمعادن الملح، ومنه ما يكون أحمر وأبيض وأغبر. والنطرون وإن كان من البُورَق، فانّ له أفاعيل غير أفاعيل البورق. ومنه صنف يسمّى بورق الخبز، لأنّ الخبازين بمصر يحلونه بالماء، ويغسلون به ظاهر الخبز، فيكسبه بريقاً. ومنه قطاع جَلاّء، والناس يغسلون به أبدانهم في الحمام، فيجلوها ويغسل الوسخ. والبورق أقوى من الملح. المعتمد في الأدوية المفردة: 41 ـ 42.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 590
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست