responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 572

الذي وصل إلينا إلى ما قبله من جهته ومبدأ وروده. فإن كان بقي منه شيء متأد [1] أدركناه إلى حيث ينقطع ويفنى وحينئذ ندرك الوارد ومدده، وما بقي منه موجوداً وجهته وبُعد مورده وقربه وما بقي من قوّة أمواجه وضعفها، ولذلك ندرك البعيد ضعيفاً; لأنّه يضعف تموجه. وإن لم يبقَ في المسافة أمر ينتهي بنا إلى المبتدأ لم نعلم من قدر البعد إلاّ بقدر ما بقي، فلا نفرق بين الرعد الواصل إلينا من أعالي الجو وبين دويّ الرحى الذي أقرب منه إلينا. وإذا كان بقربنا رجلان بُعد أحدهما ذراع والآخر ذراعان، وسمعنا كلامهما من غير أن نبصرهما عرفنا بالسمع قدر المسافة من قرب أحدهما وبُعد الآخر [2] .

المسألة السابعة: في سبب اختلاف الصوت [3]

إعلم أنّ الصوت يختلف تارة بالجهارة والخفاءة، وتارة بالثقل والحِدَّة.

أمّا سبب الأوّل: فهي الأسباب الثلاثة المذكورة في اللون: من اختلاف القوي والضعيف بحيث لا يتميز في الحس، ومن اجتماع صوتين في الجهارة، وحصول واحد في الخفاءة، ومن الاختلاف النوعي.

وأمّا سبب الحدّة: فصلابة المقروع، وملاسته في بعض الأجسام، وقصر المنفذ، وضيقُ منفذ الهواء، وشدة التوائه في بعضها. فيحدث عن هذه الأسباب تَلزُّز وقوة وملاسة سطح في الهواء المتموّج، وتراصّ أجزاء من الهواء المتموّج فيتأدّى على تلك الصورة إلى السمع. وسبب الثقل فقدانها. وهذه الأسباب تقبل الشدة والضعف، والزيادة والنقصان، فإن زادت الأسباب زادت المسببات على تناسب


[1] في النسخ: «متأدّياً»، وما أثبتناه من المصدر.
[2] المعتبر في الحكمة: 335 ـ 336.
[3] راجع المباحث المشرقية 1:422.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 572
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست