responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 573

واحد وبالعكس، فتكون نسبة الطول إلى الطول كنسبة النغمة إلى النغمة في الحدّة والثقل، فتكون نغمة نصف الطول نصف نعمة الكل في الثقل، فلأجل ذلك اختلفت الأصوات في الحدّة والثقل.

المسألة الثامنة: في الصَّدَى [1]

أ: الصدى عبارة عن «صوت يسمع عقيب صوت بزمان يسير جداً يحكيه بعينه» [2] . والسبب في حدوثه، أنّ القارع أو القالع إذا فعلا قرعاً أو قلعاً حصل من أثرهما تموج الهواء بين القارع والمقروع، فإذا قاوم ذلك التموّج شيء من الأجسام كجبل أو جدار أملس بحيث يردّ ذلك التموج ويصرفه إلى خلف، ويكون شكله شكل الأوّل وعلى هيئته، كما يلزم من الكرة المرمي بها إلى الحائط حين تنبو، لزم أن يضطر الهواء إلى التموّج فيما بينهما، وأن يرجع القهقرى فحينئذ يحدث من ذلك صوت هو الصدى.

واعلم أنّ الفاعل لهذا الصدى ليس هو الهواء المتموّج المتوجه إلى ما يقاومه أوّلاً ثمّ الراجع، بل هذا الهواء المتموّج أوّلاً يموج هواء آخر بينه وبين ذلك المقاوم. فهذا الصدى يحدث من تموج الهواء الثاني المتموّج عن الهواء الأوّل، لأنّ الهواء المتموج أوّلاً إذا صدمه ذلك الجسم الكثيف لم يبق على ذلك الشكل المخصوص، فبعد رجوعه لا يكون حاملاً لذلك الصوت، فوجب أن يكون حادثاً عن تموج الهواء الثاني الراجع إلى مكان الأوّل حين ذهاب الأوّل إلى ذلك الجبل، ولهذا يكون على صفته وهيئته.


[1] راجـع كتاب النفـس لارسطـو: 70; نفـس المصــدر من الشفـاء; التحصيل: 755 ـ 756; المباحث المشرقية1:422; شرح المواقف5:267.
[2] الصَّدى: الصوت الذي يسمَعُه المُصَوِّت عقيب صياحه راجعاً إليه من الجبل والبناء المرتفع. لسان العرب 7:313.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 573
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست