responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 523

الميل الطبيعي يشتد عند القرب من المطلوب، والقسري يضعف عنده، ويشتد في الوسط، لأنّ الطبيعة إذا خلت عن الضد والممانع أوجدت ذلك الميل الذي يقتضيه بعد الميل [1] فلا يزال يتزايد الميل، فلا تزال الحركة تقوى وتشتد; لأنّ تأثير الطبيعة وحدها أضعف من تأثيرها مع الميول التي تقويها وتعضدها.

وأيضاً يقل المعاوق لها، لأنّه في المسافة الطويلة أشد منه في القصيرة، وإذا ضعف المعاوق اشتدّ الأثر وقوى.

وأمّا القسرية، فلأنّ الميل القسري معاوق للطبيعة والمصاكات الخارجية، وإذا تواتر أثرهما على المقسور ضعف الميل القسري، ثم لا يزال يأخذ في الضعف إلى أن تقاوم الطبيعة، ثم تأخذ الطبيعة في إفنائه يسيراً يسيراً، حتى يُعدم بالكلّية لكنّه في الوسط يشتدّ، لأنّ المرمي يتحرك في المسافة الممنوّة بالعائق، فتحصل له مصاكّة بالعائق فيتسخن قليلاً قليلاً، ويتكرر التسخن بتكرر الحكِّ على المرمي، ويكثر في وسط المسافة، والقوة القسرية تأخذ في الضعف، إلاّ أنّ التلطيف المستفاد بالتسخّن يكون متداركاً أو موفياً على المعنى الذي يفوت بالضعف ما دام في القوة ثبات، فإذا ترادف الصَّكُّ على القوة واسترخت ضعف أيضاً الحك، وبلغ مبلغاً لا يفي بتدارك تأثير الصك [2].

وأيضاً الوجدان دلّ على ذلك، فإنّ تأثير السهم المرمي إلى [3] الجسم القريب يكون ضعيفاً وكذا في البعيد، وأمّا المتوسط بينهما فإنّ تأثيره فيه يكون قوياً جداً، وذلك بقوة الميل القسري في الوسط.


[1] ق:ـ « الذي يقتضيه بعد الميل».
[2] طبيعيات الشفاء، أواخر الفصل الرابع عشر من المقالة الرابعة من الفن الأوّل.
[3] م: «في».

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 523
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست