لمّا كان الميل هو المحرك للجسم إلى تلك الجهة التي توخّاها بالحركة، كان علّة الايصال. ومحال أن يكون الموصل بعينه هو المدافع عنها، والموصل واجب الحصول عند وجود الوصول، لوجوب وجود العلّة عند وجود معلولها. ولمّا كان الميل واجب الحصول عند الوصول إلى الجهة، وهي غير منقسمة، والوصول إلى حدّ غير منقسم إنّما يكون في الآن، فإذن لابدّ من حصول الميل في الآن، فهو مما يوجد دفعة لا في زمان.
وفيه نظر، لأنّا نمنع كونه علة فاعلية للايصال، بل معدّة كالحركة، ولأنّه قابل للشدّة والضعف، وتابع للحركة فيهما، فيوجد في ما توجد فيه الحركة.
من المعلوم أنّ الميل يقبل الشدة والضعف، فإنّا نحس بممانعة شديدة وضعيفة. وكلّ تغير من شيء إلى شيء فلابدّ بينهما من التعاند، فإن كان في الغاية فهما الضدان، وإلاّ فهما متوسطان، ومتى وجد المتوسطات [3] فلابدّ من وجود الأطراف.
وفيه نظر، لأنّه لا يلزم أن تكون الأطراف من جنس الوسائط، كالحركة والزمان وشبههما. ثم الميل الطبيعي يخالف الميل القسري في الشدة والضعف، لأنّ