responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 506

بحيث لا يتمكن أحدهما من الحركة، فقد وجد الميل دون الطبيعة المحركة ولأنّ الجسم في حيّزه الطبيعي يكون عديم الميل; لأنّه لا يميل عنه ـ وإلاّ لكان الطبيعي متروكاً بالطبع ـ ولا إليه ـ لأنّه موجود فيه ـ مع أنّ طبيعته موجودة، فتكون الطبيعة مغايرة للميل. ولأنّ الطبيعة جوهر، فلا تكون قابلة للشدّة والضعف، والمدافعة تقبل الشدة والضعف، فتغايرا.

المسألة الثانية: في أنّ الميل هل هو نفس هذه المدافعة أو علّتها [1]

فيه خلاف بين الأوائل، فقال بعضهم إنّهما متغايران; لأنّ الحلقة التي يجذبها جاذبان متساويان تقف في الوسط، فكلّ واحد منهما قد فعل فعلاً معوِّقاً لفعل الآخر، وليس ذلك هو المدافعة; لأنّها ليست موجودة البتة، ولا قوة الجاذب الآخر، لأنّها لا تستند إليه، ولأنّه إن لم يفعل في المجذوب فعلاً لم يصر مجرد قوته عائقاً لأن يفعل فيه غيره فعلاً، فإذن قد فعل كلّ منهما فعلاً غير المدافعة. ولا شك أنّ الذي فعله كلّ منهما لو خلا عن المعارض لاقتضى انجذاب الحلقة إليه، فثبت وجود شيء لو خلا عن المعاوق لاقتضى الدفع إلى جهة مخصوصة، وليس نفس الطبيعة; لأنّها تحرك إمّا إلى فوق أو إلى أسفل، والذي فعله المتجاذبان غير ذلك. فإذن هذه المدافعة لها علة غير الطبيعة وغير القوة النفسانية.

المسألة الثالثة: في تعريفهما

قال في الحدود: الثقل «قوة طبيعية يتحرك بها الجسم إلى الوسط بالطبع»


[1] يفهم من تعريف الشيخ للاعتماد في «الحدود» علّيته للمدافعة حيث قال: «الاعتماد والميل: هو كيفية يكون بها الجسم مدافعاً لما يمنعه عن الحركة إلى جهة ما».

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 506
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست