responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 490

بحيث يلتصق بما يلامسه، ويعتقدون أنّ الرطوبة حقيقتها هذا. وهو باطل، لأنّ الجسم كلّما كان أرقّ كان أقل التصاقاً بما يلامسه، وكلّما كان أغلظ كان أشدّ ملازمة. فلو كان الالتصاق بالغير لأجل الرطوبة لكان الأرطب أشد التصاقاً وهو باطل، فإنّ الماء اللطيف الجيد إذا غُمس فيه الإصبع كان ما يلزم الإصبع منه أقل ممّا يلزم من الماء الغليظ أو الدهن أو العسل، فثبت أنّ الالتصاق لازم للكثافة والغلظة. ولما بطل هذا الاعتبار بقي للرطوبة واليبوسة الوصف الثاني، وهو سهولة التشكّل بشكل غيره مع سهولة تركه له، ولليابس عسر قبول الأشكال الغريبة وعسر تركه لها. فالرطوبة إذن هي «الكيفية التي بها يكون الجسم سهل التشكّل بشكل الحاوي الغريب، وسهل الترك له». واليبوسة هي: «الكيفية التي يَعسر بها قبول الشكل الغريب، وبها يعسر تركه له» [1].

وقال في الحدود: الرطوبة «كيفية انفعالية تَقْبل الحَصْـر والتشكّل الغريب بسهولة، فلا يحفظ ذلك، بل يرجع إلى شكل نفسه [ ووضعه اللّذين بحسب حركة جرمه في الطبع]». واليبوسة «كيفية انفعالية عسرة القبول [للحصر و] للتشكل [الغريب، عسرة الترك له والعود إلى شكله الطبيعي]»[2]. واعترض بوجهين[3]:

الأوّل: جعل الرطوبة قابلة للتشكّل، وهو محال، فإنّ الرطوبة غير قابلة للتشكّل، بل الجسم يقبل التشكّل بسببها.


[1] طبيعيات الشفاء، الفصل التاسع من الفن الثالث. والرازي جعل هذا الرسم أولى ممّا قاله في رسالة الحدود، ووافق الآمدي على هذا التعريف بإضافة قيد «الحصر» حيث قال: «الرطوبة: فما كان من الكيفيات بها يسهل قبول الجسم للانحصار والتشكل بشكل غيره، وكذا تركه. وأمّا اليبوسة فمقابلة للرطوبة» المبين: 91ـ 92.
[2] ما بين المعقوفتين في الموضعين مأخوذ من المصدر (رسالة الحدود: 35 ـ 36).
[3] على تعريف الشيخ في الحدود، والمعترض هو الرازي.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 490
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست