responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 45

عقلي بخلاف اتّصاف الجسم بالسواد، فإنّ الماهية ليس لها وجود منفرد ولعارضه المسمّى بالوجود وجود آخر، ويجتمعان كاجتماع المقبول والقابل، بل الماهية إذاكانت فكونها هو وجودها، فالماهية إنّما تكون قابلة للوجود عند كونها في العقل.

البحث السادس: في الوجود الذهني [1]

اختلف الناس في ثبوته، ونفاه قوم، وأثبته آخرون، وهو الحقّ.

لنا [2] أنّا نتصوّر أُموراً لا ثبوت لها في الخارج، ونحكم عليها بأحكام ثبوتية والمحكوم عليه بالحكم الثبوتي يجب أن يكون ثابتاً، وإذ ليس بثابت في الخارج، فهو ثابت في الذهن. فهنا مقدمات:

الأُولى: تصوّر أُمور لا ثبوت لها في الخارج وهي ظاهرة، فإنّا نتصوّر بحراً من زئبق، وجبلاً من ياقوت و غير ذلك من المركّبات التي لا تحقّق لها في الخارج.

الثانية: أنّا نحكم عليها بأحكام ثبوتية وذلك، لأنّا نحكم بامتياز إحدى


[1] لقد استُحدث هذا البحث في القرن السابع والثامن، حيث لم يكن له من أثر قبل ذلك، حتى في كتب الشيخين «الفارابي» و «ابن سينا». نعم تعرّض له الشيخ الرئيس مستطرداً في ردّ القائلين بالثابت والحال، ولم يعنون له فصلاً مستقلاً. أُنظر الفصل الرابع من المقالة الأُولى من إلهيات الشفاء. والظاهر أن أوّل من طرح البحث مستقلاً هو الرازي «المتوفى 606 هـ» في المباحث المشرقية 1:130، ثم المحقّق الطوسي «المتوفى 672 هـ» في التجريد، ثم الإيجي «المتوفى 756 هـ» في المواقف: 52، وراجع الأسفار 1: 226 ـ 363. وسبب طرح هذه المسألة هو الردّ على شبهات القائلين بثبوت المعدوم، والحال.
[2] راجع المباحث المشرقية 1: 41. تجد فيه نفس الدليل وما قيل في الاعتراض عليه والجواب عنه. ثمَّ راجع التجريد، يذكر دليلاً آخر بقوله «وإلاّ بطلت الحقيقية». وقد جعله «الايجي» ثالث الأدلّة المنقولة من الحكماء، المواقف: 52.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست