responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 274

البحث الرابع: في أنّ الجزئيات أولى بالجوهرية من الكليات

لمّا وجد الأوائل الخواص والكمالات التي للجوهرية في الجزئيات أكثر منها في الكليات، حكموا بأنّ الجوهرية للجزئيات أولى منها للكليات وإن لم تكن قبلها [1]، فإنّه ليس الجوهر للجزئيات قبل الكليات، كما أنّ الوجود للواجب قبل الممكن، لكن لمّا كانت اللواحق والكمالات العارضة للجوهر لما هو هو في الجزئيات أكثر، كان قوله عليها أولى. وبيانه من وجوه:

الوجه الأوّل: أنّ الاستغناء من جملة كمالات الجوهر وخواصه، والكلي من الجواهر محتاج إلى الشخص، فإنّ الكلي إنّما يوجد لو كان الشخص موجوداً، لأنّه إنّما يوجد في ضمنه، فاحتاج في الوجود إليه. والشخص غني عن الكلي، لأنّ الكلي هو المقول على كثيرين، ولو احتاج الشخص إلى الكلي لاحتاج إلى الشخص الآخر بحيث يوجد معه، ليكون الكلي مقولاً عليهما [2].

وفيه نظر، فإنّ الكلي إن أُريد به هنا العقلي لم يكن جوهراً.فلا يقال: إنّ الجوهرية للجزئي أولى منه، وإن أُريد به الكلي الطبيعي، لم يتمّ لأنّه جزء الشخص، وجزء الشخص مستغن عنه والشخص محتاج إليه، فكانت الجوهرية للكلي أولى منه للشخص، ولأنّ الكلي الطبيعي لا يحتاج في مقوليته على الشخص إلى شخص آخر، بل ذلك في الكلي العقلي الذي يمتنع أن يكون شخصاً واحداً.

الوجه الثاني: تقدمه بحسب استقرار [3] الأمر المعتبر في الجوهرية ـ وهو الوجود لا في موضوعـ، فإنّ الجوهرية هو كون الماهيّة بحيث إذا وجدت كانت لا في موضوع، وأشخاص الجوهر قد ثبت لها ذلك بالفعل، وأمّا في كلياتها فإنّه منتظر


[1] انظر الفرق بين الأوّل والأولى في المباحث المشرقية1:248.
[2] نفس المصدر:249.
[3] في جميع النسخ:«استمرار»، و الظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه طبقاً للمعنى و المباحث المشرقية.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست