responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشكاة المصابيح المؤلف : المياموي البسطامي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 69

المحض، واستعداد الاستحضار بحسب استعداد الاكتساب، كما مرّ، فيكون الزجاجة: وهي عبارة عن العقل بالملكة إنّما هي في المشكاة، وهي العقل الهيولاني. والمصباح: وهو العقل بالفعل في الزجاجة التي هي العقل بالملكة، لأنّه إنّما يحصل باعتباره، وحصول العقل بالملكة أو لا، والعقل بالملكة إنّما يخرج من القوة إلى الفعل بالفكر أو الحدس. والشجرة الزيتونة: إشارة إلى الفكر، والزيت في قوله:زيتها إشارة إلى الحدس وقوله: يكاد يضيء إشارة إلى القوة القدسية. وقوله: لا شرقية ولا غربية إشارة إلى أنّها ليست من عالم الحس، وإلاّ لكانت إمّا شرقية أو غربية. وأمّا نور على نور: فهو العقل المستفاد، فقد مثل نوره تعالى بالعقل المستفاد، وهو كمال النفس الإنسانية في القوة النظرية، تحقيقاً لاستلزام معرفة النفس معرفة الرّب جلّت آياته.

وقد ذكرنا في كتابنا الكبير المسمى بـ«كفاية المؤمنين» ورسالتنا المسمّاة بـ«نتائج الحكمة»: أنّ الشرع عقل من خارج، والعقل شرع من داخل وهما يتعاضدان بل يتحدان، ولكون الشرع عقلاً من خارج سلب الله تعالى اسم العقل من الكافر في غير موضع من القرآن«نحو (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ)[1]» ولكون العقل شرعاً من داخل قال الله تعالى في صفة العقل: (فِطْرَةَ اللهِ التِي فَطَرَ الناسَ عَلَيْها لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلكِنَّ أكْثَرَ


[1] سورة البقرة، آية 171.
اسم الکتاب : مشكاة المصابيح المؤلف : المياموي البسطامي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست