responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشكاة المصابيح المؤلف : المياموي البسطامي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 57

فتكون الزجاجة وهي عبارة عن العقل بالملكة إنّما هي في المشكاة وهي العقل الهيولاني، والمصباح وهو العقل بالفعل في الزجاجة الّتي هي العقل بالملكة، لأنّه إنّما يحصل باعتباره، وحصول العقل بالملكة أو لا، والعقل بالملكة إنّما يخرج من القوّة إلى الفعل بالفكر أو الحدس، والشجرة الزيتونة إشارة إلى الفكر، والزيت في قوله: زيتها إشارة إلى الحدس، وقوله: يكاد يضيء إشارة إلى القوة القدسية.

فإن قلت: هذه الإشارات ليست منطبقة على ما في الآية، لأنّه يصف شجرة تلك الصفات جميعها صفتها، فكيف يكون إشارات إلى أُمور متبائنة، وبيانه: أنّه يصف شجرة بأنّ لها زيتاً يكاد يضيء، ولو لم تمسسه نار، فلو كانت الزيت عبارة عن الحدس ويكاد يضيء عبارة عن القوة القدسية، يلزمه وصف الفكر بالحدس والقوة القدسية، وأنّها أُمور متبائنة لا يجوز وصف أحدها بالآخر، فنقول:

الشجرة الزيتونة شيء واحد فإذا ترقت في أطوارها جعل لها زيت، وإذا ترقّى الزيت وصفا كاد يضيء، فكذلك الاكتساب إنّما هو بقوة نفسانية، وهي الفكر ما دامت ضعيفةٌ ثم إذا قويت كانت حدساً، فإذا بلغ إلى غاية الشرف صار قوة قدسية.

فهذه الأُمور وإن كانت متبائنة بحسب الاعتبار، إلاّ أنّها ترجع إلى شيء واحد، كالشجرة الزيتونة. وأمّا قوله: لا شرقية ولا غربية

اسم الکتاب : مشكاة المصابيح المؤلف : المياموي البسطامي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست