responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام المؤلف : اللاهيجي، عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 231

بل ربّما يدّعى نفيه بناء على أنّ قولنا: «السّواد موجود» يفيد فائدة معتدّاً بها، بخلاف قولنا: «السّواد شيء».

وأيضاً يستعمل أحدهما فيما لا يستعمل فيه الآخر، إذ يقال: وجود الماهيّة من الفاعل، ولا يقال شيئيّتها من الفاعل.

ويقال: هي واجبةُ الوجود، وممكنة الوجود، ولا يقال: هي واجبة الشيئيّة وممكنة الشيئيّة .

وخالف في هذه المسألة أكثر المعتزلة[1]، وذهبوا إلى أنّ المعدوم الممكن شيء; أي ثابت متقرّر في الخارج منفكّاً عن صفة الوجود، فعندهم الثّبوت والتّقرّر أعمٌّ من الوجود ومساوق للشيئيّة، بخلاف المعدوم الممتنع،فإنّه عندهم منفيّ وليس بثابت، فالنّفي عندهم أخصّ من العدم، ومقابلللثبوت.

قال الإمام[2]: هذه المسألة ـ أي القول بأنّ المعدوم شيء ـ متفرعة على القول بزيادة الوجود على الماهيّة، فإنّ القائل باتّحادهما لا يمكنه القول بها .[3]

وقيل: يمكن أن يعكس، فإنّ من قال بها يجب عليه القول بزيادة الوجود قطعاً، فليتدبّر.

ثمّ إنّ الحّق أنّ الدّعوى ـ : أعني: امتناع كون الماهيّة متفرّدة في الخارج منفكّة عن الوجود ـ بديهيّة غير محتاجة إلى الاستدلال بعد ملاحظة ما عني من


[1] لاحظ : اوائل المقالات: 98 ; ونهاية المرام في علم الكلام: 1 / 53 ـ 76; وشرح المقاصد: 1 / 352 ـ 354 ; وشرح المواقف: 1 / 190 ـ 219.
[2] الرازي. هذا على ما نقله شارح المواقف. لاحظ : شرح المواقف: 1 / 189 .
[3] المسألة.

اسم الکتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام المؤلف : اللاهيجي، عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست