مثلاً إذا أريد وصف زيد بالجود يقال: «زيد كثير الرماد»، فالمعنى اللغوي ذم حيث يحكي عن كثرة النفايات في الدار، ولكن المعنى المكنّى عنه الذي هو المتبادر العرفي هو مدح، يحكي عن جوده وسخائه، فالعبرة في تفسير الآية هو المراد الجدي لا المراد الاستعمالي.
والآية الكريمة ـ أعني قوله: (إلى ربّها ناظرة) ـ من هذا القبيل فهو حسب الإرادة الاستعمالية بمعنى وجوه ناظرة إلى الله سبحانه أي رائية له، ولكنّه كناية عن انتظار الرحمة أو العذاب مثلاً: يقول الشاعر:
وجوه ناظرات يوم بدر *** إلى الرحمن يأتي بالفلاح
فلا يشك الإنسان انّ قوله: «وجوه ناظرات» بمعنى رائيات، ولكنّه كُنّي به عن انتظار النصر والفتح.
ومنه الشعر التالي:
أني إليك لما وعدت لناظر *** نظر الفقير إلى الغني الموسر