responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاجوبة الهادية إلى سواء السبيل المؤلف : الحسيني، عبدالله    الجزء : 1  صفحة : 251

إسرائيل ; أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكاً . . .»[1] .

ويقرب من هذا الحديث ما ذكروه في باب التوسّل بالعمل الصالح، حيث ينقلون عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) أنّه دخل ثلاثة أشخاص إلى غار فراراً من المطر ، وفجأةً أتى حجر كبير وأغلق باب الغار ، فقالوا لبعضهم البعض : والله لن ينجو منّا أحد إلاّ إذا توسّل بعمل صالح عمله ، فكلّ من عنده عمل صالح فليتوسّل به إلى الله تعالى حتّى يُنجيه من الموت . . .

إلى هنا ظهر أنّ الاعتقاد بـ «البداء» ليس معناه نسبة الجهل إلى الله تعالى ، فالله عالم مطلق ، لا طريق للجهل إلى ساحته المقدّسة ، إلاّ أنّ أغلب الناس الذين ينظرون إلى ظاهر القضايا دون باطنها، وإذا فوجئوا بخلاف ما كانوا يترقبّون يقولون «بدا لله» وهذا نوع من الاستعمال المجازي من وجهة نظر الإنسان ، أمّا من جهة الله تعالى وهو العالم بالظاهر وما سيقع في المستقبل فهو بالنسبة إليه إبداء أي إظهار للناس خلاف ما كانوا يترقبونه، الذي أجرى الحوادث على هذا النحو بحيث تكون خافية على الناس في أوّل الأمر ثمّ يطلعهم عليها لاحقاً .

2. علم الأئمة بالغيب

إذا قلنا إنّ الأئمّة يعلمون الغيب فليس معناه أنّهم أعلم من الله تعالى ـ حاشا لله ـ لأنّ الاعتقاد بـ «البداء» غير مستلزم لنسبة الجهل إلى الله ، حتّى


[1] صحيح البخاري : 4 / 172، كتاب أحاديث الأنبياء ، الحديث 3465 ; وكتاب البيوع، الحديث 2215 .

اسم الکتاب : الاجوبة الهادية إلى سواء السبيل المؤلف : الحسيني، عبدالله    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست