responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 541

في محنة القرآن، ولأجل ذلك تصوروا انّه هو الذي أسّس هذه النظرية، وقد لاحظنا انّه ليس كذلك.

وعلى أي حال بلغ تشدّد العباسيين درجة حتى نكل بالمخالفين واضطهدوا وملئت بهم السجون، وجلد أحمد بن حنبل الذي كان يدافع عن رأيه بصلابة.[1]وقتل أحمد بن نصر الخزاعي في عهد الواثق، وعُذّب يوسف بن يحيى البُرَيطي تلميذ الشافعي ومات بسجن مصر، وينقل اليعقوبي قصة غريبة حول هذا، فقد كتب يقول:

وكتب طاغية الروم يذكر كثرة من بيده من أسرى المسلمين ويدعو إلى الفداء، فأجابه الواثق إلى ذلك، ووجه بمن ينوب عنه في ذلك، وكان من بعثهم كلّما مرّ رجل من الأسرى امتحنوه في القرآن ،فمن قال إنّه مخلوق، فودي به ودفع إليه ديناران وثوبان.[2]

كلّ هذه الإجراءات التعسفية جعلت الناس تكره المعتزلة، ولذلك عندما تقلّد المتوكل العباسي الخلافة دافع عن أهل الحديث وحسم محنة القرآن، غير انّ هذه المناقشات لم تنتهي مباشرة، بل استمرت في المجتمع الإسلامي لمدة طويلة.[3]

موقف الإمام الهادي ـ عليه السَّلام ـ

ولم يجز الأئمة المعصومون الذين حملوا لواء الفكر الإسلامي الأصيل وقيادته السكوت لأنفهسم أزاء هذا الجدل الفكري القائم، فراحوا ـ عليهم السَّلام ـ ينتقدون الفكر


[1]مروج الذهب:3/464.
[2]تاريخ اليعقوبي: 3/215.
[3] للتوسع أكثر في الاطّلاع على مسألة خلق القرآن يراجع مضافاً إلى تلك المصادر الكتب التالية: تاريخ الخلفاء للسيوطي: 306ـ 312; ضحى الإسلام:3/155ـ 207; بحوث في الملل والنحل، جعفر السبحاني:2/252ـ 269.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 541
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست