اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي الجزء : 1 صفحة : 493
وقال يحيى: وقد روي أيضاً أنّهما ـ أبا بكر و عمر ـ سيدا كهول أهل الجنة، فما تقول فيه ؟[1]
فقال ـ عليه السَّلام ـ : «وهذا الخبر محال أيضاً، لأنّ أهل الجنة كلّهم يكونون شباباً ولا يكون فيهم كهل ـ حتى يكون أبو بكر وعمر سيداهم ـ و هذا الخبر وضعه بنو أُمية لمضادّة الخبر الذي قال رسول اللّه في الحسن والحسين بأنّهما سيدا شباب أهل الجنة».
فقال يحيى: وروي أنّ عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة .
فقال ـ عليه السَّلام ـ :«وهذا أيضاً محال، لأنّ في الجنة ملائكة اللّه المقربين وآدم ومحمد وجميع الأنبياء والمرسلين لا تضيء بأنوارهم حتى تضيء بنور عمر!!» .
فقال يحيى بن أكثم: وقد روي أنّ السكينة تنطق على لسان عمر ـ أي فكلّ ما يقوله عمر فهو من قبل الملائكة ـ فقال ـ عليه السَّلام ـ : «لست بمنكر فضائل عمر، ولكن أبا بكر أفضل من عمر، فقال على رأس المنبر: انّ لي شيطاناً يعتريني فإذا ملت فسدّدوني».
فقال يحيى: قد روي أنّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قال: لو لم أُبعث لبعث عمر.[2]
فقال ـ عليه السَّلام ـ :« كتاب اللّه أصدق من هذا الحديث يقول اللّه في كتابه: (وَإِذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوح)[3] فقد أخذ اللّه ميثاق النبيين، فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه؟! وكان الأنبياء ـ عليهم السَّلام ـ لم يشركوا طرفة عين فكيف يبعث
[1]اعتبر العلاّمة الأميني هذه الرواية من موضوعات يحيى بن عنبسة التي لا يمكن قبولها، لأنّ يحيى كان دجّالاً ووضاعاً. الغدير:5/322، واعتبره الذهبي وضاعاً ودجّالاً كذّاباً ومعلوم الحال ولا يأخذ بأحاديثه(ميزان الاعتدال:4/400). [2]اثبت العلاّمة الأميني انّ رواة هذا الحديث وضاعون (الغدير:5/312و316). [3]الأحزاب: 7.
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي الجزء : 1 صفحة : 493