responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 446

الحضارات الخمس العظيمة: الروم ، إيران، مصر، اليمن، والحضارة الكلدانية والآشورية، التي كانت في الشمال والشرق والغرب وفي جنوب الحجاز، حتى يذوب وينصهر ما هو من الخرافات والظلم والانحراف والفساد والاستبداد ويبقى الإيجابي المفيد تحت مظلة الحضارة الإسلامية العظيمة بصبغة إلهية وتوحيدية، بل ويتسع وينمو كذلك.

وقد اقتضت طبيعة حب العلم والمعرفة في الإسلام أن ينتقل ما احتوته تلك الحضارات من تقدّم في المجال العلمي والفكري إلى المجتمع الإسلامي، ويترجم كتب اليونان والروم ومصر والهند وفارس إلى اللغة العربية التي كانت لغة القرآن.

فأخذ علماء الإسلام الذين استنار فكرهم بمشعل القرآن يدرسون علوم الآخرين وينقدونها فأبدعوا إبداعات جديدة وكثيرة وأضافوها إليها، كما أنّهم منحوا الثقافة والحضارة السابقة صورة جديدة بطابع إسلامي.

فقد بدأت ترجمة الأعمال العلمية للآخرين منذ عهد الأمويين الذين كانوا بعيدين عن العلم والإسلام وبلغت في عصر العباسيين لا سيما في عهد الرشيد والمأمون ذروتها كما اتسعت دائرة العالم الإسلامي إلى أقصى حدودها في العصر الحاضر على طول التاريخ، ومن المؤكد انّ هذه الحركة العلمية لم تكن أمراً قد أسّسه العباسيون أو الأمويون، بل كانت حصيلة تعاليم الإسلام في العلم والمعرفة مباشرة.

الإسلام الذي لم يحدد وطناً معيناً للعلم والمعرفة وحثّ المسلمين على طلبه أينما كان حتى لو كان بأقصى نقطة في العالم أي الصين حينذاك، ومهما بلغ الأمر من العناء والمشقة بقوله: اطلبوا العلم ولو بالصين، واطلبوا العلم ولو بسفك المهج وخوض اللجج.

وقد ذكر في كتب التاريخ انّ المأمون قد رأى ذات ليلة أرسطو طاليس

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 446
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست