responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 400

الديلم بدأ ـ و بأمر من هارون ـ يراسل يحيى ويعده الوعود الجميلة واقترح عليه بأن يمنحه الأمان، فقبل يحيى الذي ـ كان يرى أنصاره وأصحابه يتخلّون عنه نتيجة المؤمرات التي حاكها هارون والفضل ـ ذلك الاقتراح مكرهاً.

وبعد ان كتب هارون كتاب الأمان بخطه إليه وأشهد عليه جماعة من الشخصيات الكبيرة دخل يحيى بغداد، فعامله هارون بكل رفق وليونة في البداية، وأعطاه أموالاً جزيلة، غير انّه كان يخطط لقتله بشكل سري، فاتهمه بشق عصا الطاعة وتحريض الناس ضدّ الحكم، ولكن ولأجل منحه الأمان لم يكن قتله بالأمر الهيّن، ولذلك قرر أن يتسلّح بفتوى من فتاوى الفقهاء لينقض بها الأمان ويحصل على الإذن الشرعي في ذلك، فاستدعى فقهاء العصر وعرض عليهم الأمان الذي أعطاه له، فأجمعوا ـ و هم: محمد بن الحسن الشيباني، والحسن بن زياد اللؤلؤي، وأبو البختري ـ أن لا طريق إلى نقضه سوى أبي البختري.[1]

وبعد إحضار الفقهاء وتشكيل مجلس قضاء قرأ [2]محمد بن الحسن الذي كان عالماً مستقلاً نسبياً ولم يبع نفسه مثل أُستاذه أبي يوسف إلى الرشيد [3]كتاب الأمان وقال: كتاب صحيح وأيمان مغلظة لا سبيل إلى نقضه[4]وأمّا أبو البختري فانّه نظر إلى الأمان و قال: هذا باطل منتقض قد شقّ يحيى عصاالطاعة وسفك الدماء فاقتله ودمه في عنقي.

فقال له الرشيد: خرّقه إن كان باطلاً بيدك.


[1] وهب بن وهب أبو البختري القرشي المدني، سكن بغداد، وولي قضاء عسكر المهدي ثمّ قضاء المدينة، كان متهماً في الحديث كذّاباً يضع الحديث. ميزان الاعتدال:3/278.
[2]وكان يحيى بن عبد اللّه قد عرض الأمان على مالك بن أنس وآخرين من الفقهاء وقد أيّدوا صحته.
[3]ضحى الإسلام:2/203.
[4]ضحى الإسلام:2/204.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست