responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 40

اقترح بعض الحاضرين أن ينفى الرسول أو يسجن غير انّ هذا الاقتراح قد رفض وبالتالي قرّروا قتله، ولكن لم يكن قتل رسول اللّه بالأمر البسيط، لأنّ بني هاشم لن يدعوا الأمر يفوت بسلام وسيطالبون بثأره.

وقد قرروا أخيراً أن يعدّوا من كلّ قبيلة رجلاً شاباً حتى يهجموا على محمّدـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ هجمة رجل واحد ويقطعوه إرباً إرباً في فراشه، و في هذه الحالة لن يكون القاتل واحداً و لن يستطيع بنو هاشم الأخذ بثاره، لأنّهم يعجزون عن محاربة جميع القبائل ويرتضون لا محالة بقبول الفدية وتنتهي المسألة، اختارت قريش لتنفيذ خطتها الليلة الأُولى من ربيع الأوّل وقد ذكر اللّه تعالى فيما بعد جميع خططهم الثلاث وقال: (وَإِذْ يَمْكُرُبِكَ الَّذينَ كَفَرُوا لِيُثبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَو يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الماكِرين) .[1]

وإثر قرار قريش هذا أطلع ملك الوحي رسول اللّه على خطة المشركين المشؤومة، وأبلغه أمر اللّه بأن اترك مكة واتّجه نحو يثرب. وهنا كان على النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ أن يضللهم ويخفي أثره حتى يمكنه الخروج من مكة، ولأجل ذلك كانت هناك حاجة إلى شخصية مضحية تبيت في فراشهـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، كي يتصوّر المهاجمون بأنّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ مازال هناك، و بالتالي يركزون على البيت ويغفلون عن سيطرة الطرق ومراقبتها، ولم تكن هذه الشخصية سوى علي ـ عليه السَّلام ـ ، ولهذا كشف رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ عن خطة قريش لعلي ـ عليه السَّلام ـ وقال: «امضي إلى فراشي ونم في مضجعي والتف في بردي الحضرمي ليروا أنّي لم أخرج» فأطاع علي ما أمر به، وحاصر جلاوزة قريش ومرتزقتهم بيت رسول اللّه وداهموه بسيوف مسلولة، فنهض عليٌّ من الفراش.

أُولئك الذين كانوا يعتقدون إلى تلك اللحظة بنجاح ودقة خطتهم مئة بالمئة ظلّوا حيارى محبطين ينظرون إليه قائلين: أين محمّد؟ فأجاب: «هل


[1]الأنفال/30.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست