responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 396

يستحق سفك الدم، وطروباً يملك الطرب عليه نفسه ومشاعره، وهذه صفات ليس من السهل أن تتصوّر اجتماعها في شخص واحد.[1]

ويتضح ممّا قلنا وجه هارون الحقيقي وحقيقته، وقد كتم بعض المؤرخين ـ و للأسف ـ الحقائق عند الحديث عن نفسيته وسيرته وحكمه وحكم أمثاله، وقدّموا النصف المضيء ـ كما يقال ـ من شخصيته و حقيقته من حيث يدرون ولا يدرون، وأمّا النصف الآخر فقد عرضوه بشكل مقلوب مع أنّ البحث العلمي المستقل يلزمه أن يدرس جميع جوانب شخصية الإنسان وسلوكه.

مكر هارون وتظاهره بالتديّن

وكما قلنا قبل عدة صفحات بأنّ الخلفاء الأمويين والعباسيين كانوا يشتركون في تحريف الحكم الإسلامي عن خطه الأصيل والتموضع أمام أهل بيت النبوة، ويفترقون عن بعضهم في أنّ الأمويين ـ باستثناء معاوية و بعض آخر منهم ـ لم يكونوا على اتصال بالعلماء ورجال الدين، ولم يتدخلوا في شؤونهم، بل عطفوا توجّههم إلى القضايا السياسية من قبيل قمع الانتفاضات الداخلية والفتوحات، وتعديل الأُمور المالية، وغير ذلك بشكل متزايد، وكانوا كثيراً ما يدعون العلماء وشأنهم، و من هنا لم يكن حكمهم يتمتع بالصبغة الدينية.

ولكن عندما انهار حكمهم وجاء العباسيون تغيّر الحال وانقلب، فقد أضفى الحكم العباسي على نفسه صبغة دينية وبدأت المحاولات في استغلال العوامل الدينية لصالح السلطة، وساد التظاهر بالتديّن، وتوطّدت علاقتهم برجال الدين والعلماء الإسلاميين، والسبب في ذلك هو انّ العباسيين لم يرغبوا في


[1]ضحى الإسلام، أحمد أمين:1/112 ـ 113.بتصرف يسير.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست