responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 382

ندماءه ومغنّيه الذين كان يحبهم[1]، كما منع يوماً إبراهيم الموصلي، المغني الشهير آنذاك من المشاركة في مجلسه، ولكن الهادي كان يواصل ذلك، فسجن المهدي إبراهيم لهذا السبب.[2]

وراح الهادي الذي كان يواجه معارضة أبيه أحياناً بسبب سلوكه الشائن في عهده يمارس مجونه ولهوه بعد تقلّد الخلافة ويصرف أموال المسلمين العامة في مجالسه الليلية الملوثة.

ويروي المؤرّخون انّه كان يدعو إبراهيم الموصلي إلى قصر الخلافة ويستمع إلى غنائه ساعات طويلة، وقد بلغت درجة شغفه به ان أهدى له أموالاً طائلة، وقد بلغ المال الذي حصل عليه إبراهيم من الخليفة يوماً مائة وخمسين ألف دينار.

وكان ابن إبراهيم يقول: لو عاش لنا الهادي لبنينا حيطان دورنا بالذهب والفضة.[3]

وقد غنّى إبراهيم الموصلي يوماً له بأغنيات أطربته بشدة، فطلب منه أن يغنّيها مرة أُخرى، وأمر في نهاية المجلس أحد خدمه بأن يقود إبراهيم إلى خزينة بيت المال ليأخذ ما يشاء منها (من أموال المسلمين)، بل لو أراد أن يأخذ كلّ ما فيها فلا يمنعه من ذلك! وقال إبراهيم: دخلت خزانة بيت المال وأخذت ثلاثين ألف دينار فقط![4]

وكان من الواضح من سيرته هذه انّه غير قادر على تحمّل مسؤولية قيادة المجتمع الإسلامي، ولهذا السبب ساد الاضطراب في البلاد الإسلامية التي كانت مستقرة في البداية والأقطار راضخة للحكم المركزي، وتسبّب سلوكه الشائن


[1]الكامل في التاريخ:6/102.
[2]الأغاني:5/160.
[3]الأغاني:5/163.
[4]الأغاني: 5/185.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 382
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست