responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 381

الإسلامي ثمنها باهظاً، وبالطبع ليس جلوس الهادي على كرسي أبيه بالأمر الجديد ،لأنّه قد صار الحكم الإسلامي على يد الخلفاء الظالمين نظاماً وراثياً منذ فترة طويلة، وكان ينتقل من شخص إلى آخر بين الأُسرة العباسية، وأصبح انتقاله بهذه الطريقة ـ و هو ما كان يقارنه صمت الناس الإجباري والمرير ـ أمراً عادياً.

إنّ هذا الأمر الجديد جعل مصير المسلمين في يد شاب غير ناضج فاقد للمؤهّلات وخليع ماجن كالهادي حيث قد تقلّد الخلافة ولمايبلغ الخامسة والعشرين.[1]ولم يكن متمتعاً بالمؤهّلات الأخلاقية لتولّي منصب الخلافة الهام واستلام قيادة المجتمع الإسلامي وقد كان شاباً يتناول المسكر طائشاً خليعاً، وراح يمارس أعماله تلك حتى بعد تقلّد الخلافة ودون مرعاة لحرمتها. [2]وكان مع ذلك قاسي القلب، سيء الأخلاق، صعب المرام.[3]

تربّى الهادي في بيئة البلاط العباسي الملوثة، ورضع من ثدي هذا النظام المستبد والظالم الغاصب، وبهذه التربية التي تربّى بها الهادي لو لم يصبح خليفة لكان من أُولئك الشباب المتغطرسين الطائشين الذين لا هدف لهم غير اتّباع الملذّات والشهوات.

المجالس الشائنة

فقد كان في عهد خلافة أبيه يدعو هو وأخوه هارون مجموعة من المغنين إلى مجلسهم الارستقراطي الذي كان يقام بأموال بيت المال، ويلهون ويسكرون ويطربون، وقد أفرط في ذلك وبالغ لدرجة انّه أثار غضب أبيه المهدي: فعاقب


[1]مروج الذهب:3/324.
[2]مروج الذهب:3/325;الأغاني:5/184.
[3] مروج الذهب: 3/325; تاريخ الخلفاء: 279.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست