responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 233

عقلانية وذكية جداً، وهذا من أفضل أنماط انتقال الفكر الإسلامي الصحيح في تلك الظروف، لأنّ هذه التعاليم لا تثير حفيظة الجهاز الحاكم على الرغم من أنّ لها آثار ونتائج سياسية ضد ذلك الجهاز، وقد وضّح وبيّن الإمام ـ ضمنياً ـ حقيقة الإمامة ـ أي نظام الحكم الإسلامي وقيادة المجتمع بقيادة الإمام المعصوم وبثّ الوعي بين الناس ـ وعرّفهم حقيقة ما يجري في المجتمع الإسلامي لتلك الفترة ـ أي تسلّط الحكام الطغاة وقادة الكفر والفسق والنفاق ـ وكان يفهمهم بأنّ الحكومة التي هي مثل حكومة عبد الملك ليست هي الحكومة التي يريدها الإسلام.

إنّ أهمية هذا الأمر هي من ناحية انّه طالما لم تنتبه الأُمّة إلى هذه الحقيقة وتخرج من حالة الجمود والتخدير التي أصابتها على مر الأيام، فانّه لن يكون هناك أمل و إمكانية في تغيير الأوضاع وتشكيل الحكم الإسلامي المراد، ومثال هذا النوع من التعاليم والمواعظ التي كان يقدّمها الإمام السجاد، وهي خير شاهد على تلك الحقيقة المذكورة هو كلامه التفصيلي الذي كان يلقيه كل يوم جمعة في مسجد النبي على أصحابه والآخرين كما صرّح بذلك المحدِّثون.

ونحن هنا نورد بعضاً من ذلك الكلام على سبيل المثال.

«أيّها الناس اتّقوا اللّه واعلموا أنّكم إليه راجعون، فتجد كلّ نفس ما عملت من خير محضراً، وما عملت من سوء تودّ لو انّ بينها وبينه أمداً بعيداً... ألا و إنّ أوّل ما يسألانك ـ منكر و نكير ـ عن ربّك الذي كنت تعبده وعن نبيك الذي أرسل إليك، وعن دينك الذي تدين به، و عن كتابك الذي كنت تتلوه، وعن إمامك الذي كنت تتولاّه».[1]


[1]تحف العقول، ابن شعبة، ص 249; الروضة من الكافي، ص 72; الأمالي، الصدوق، ص 301، (المجلس الثاني).

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست