responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 203

كان عدواً للأمويين كان يتظاهر بالصلاح والزهد والرغبة عن الدنيا، غير انّه قد ثبت فعلاً انّ حكم ابن الزبير لا يختلف عن الحكم الأموي كثيراً.

صحيح انّه خلّص العراق من سيطرة الأمويين غير انّه أبقى على المجرمين والقتلة الخطيرين، أمثال الشمر بن ذي الجوشن وشبث بن ربعي وعمرو بن الحجاج الذين كان لهم دور بارز في مأساة كربلاء و قتل الحسين، بل فعل أكثر من ذلك فقد قرّبهم إلى سلطته، كما أنّه لم يحقق أمنية العراقيين في تطبيق العدالة أيضاً، لأنّ الموالي كانوا على حالهم من الحرمان كما كانوا في عهد الحكم الأموي، وكانت السيطرة والإمكانيات محصورة في يد رؤساء القبائل وشيوخها، ولذلك تخلّى العراقيون عنه و التفوا حول المختار، إذ لم يحقّق ابن الزبير أهدافهم المنشودة.

ربط المختار دعوته بمحمد بن الحنفية بن أمير المؤمنين وبدا انّه أرسل من قبله ممّا جعل الناس يطمأنّون إلى حركته، وجعل شعاره: يا لثارات الحسين، فبعث ذلك الأمل في العراقيين لتحقيق أهدافهم.

وقد دافع المختار عن الموالي بعد استلامه السلطة، و خطا خطوات في ضمان حقوقهم الاجتماعية، فأثار ذلك وجهاء ورؤساء القبائل العربية ضدّه، فأخذوا يشكّلون الاجتماعات ويخطّطون للنيل منه واستعدوا وبمساندة قوات عبد اللّه بن الزبير لمحاربته، وقد كان قتلة الحسين في مقدمة هؤلاء، وكفى هذا الأمر وحده في جعل الثوريين أكثر صموداً ومضياً في الوصول إلى النصر.

فاقتفى المختار أثر قتلة الإمام الحسين بإمعان، وقضى عليهم وقتلهم شر قتلة، حتى قتل منهم مائتين وثمانين شخصاً في يوم واحد، وهدم دور بعض قادتهم المجرمين الذين لاذوا بالفرار، وكان من بينها دار محمد بن الأشعث فقد هدمها و بنى بلبنها وطينها دار حجر بن عدي الشهيد الكندي وصاحب علي

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست