responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 199

(إِنّكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم).[1]

وبعد هذا الاجتماع أطلع سليمان بن صرد سعد بن حذيفة بن اليمان والشيعة الآخرين في المدائن على واقع الأمر، واستنصرهم، فلبّوا دعوته.

وكتب سليمان إلى المثنى بن مخرمة العبدي والشيعة في البصرة فأجابوه إلى ذلك.

دوافع التوّابين

كان التوابون يعتقدون بأنّ الحكم الأموي هو المسؤول في الدرجة الأُولى عن قتل الحسين لا الافراد، ولهذا انطلقوا نحو الشام بدافع الانتقام والثأر وقالوا فننطلق بعد الانتقام من بني أُميّة إلى طواغيت الكوفة ومجرميها.

وكما هو ملحوظ فإنّ دافع هذه الحركة هو الشعور بالندم من الذنب والرغبة في تلافي الخطيئة التي اقترفوها، ونلاحظ ذلك خلال كلامهم ورسائلهم وخطبهم حيث يلاحظ فيها الشعور العميق بالندم والرغبة الجامحة والملحة في غسل الخطيئة، ومن يمر عليها مروراً سريعاً يجد الأمر واضحاً جداً، وكان هذا هو الدافع الذي جعل التقييم الظاهري ان يعتبر ويقدم ثورة التوابين على أنّها ثورة انتحارية، كان التوابون يريدون الانتقام والثأر لدم لحسين وتدارك ما ارتكبوه من ذنب وخطيئة ليس غير.

وما كانت هذه الثلة تطلب فتحاً ونصراً وغنماً وحكماً، بل كان الانتقام هو هدفهم الأوّل والأخير، وكانوا حينما غادروا ديارهم على يقين من أنّهم سوف لن يعودوا إليها كانوا عطاشى الموت يتعطشون إليه في سبيل أهدافهم، بحيث نجد


[1]البقرة:54.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست