responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 175

السيدة زينب في قصر ابن زياد

بدأ مرتزقة يزيد بعد واقعة عاشوراء حملتهم الإعلامية باستخدامهم تلك الأساليب وراحوا يبثون بين الناس بأنّ انتصار يزيد الظاهري هذا هو إرادة اللّه، وبعد استشهاد الحسين ـ عليه السَّلام ـ أذن عبيد اللّه بن زياد إذناً عاماً وجمع الناس في مسجد الكوفة، وراح يتظاهر بمظهر الرجل المتديّن التقي، وقال: الحمد للّه الذي أظهر الحقّ ونصر أمير المؤمنين وأشياعه وقتل الكذاب بن الكذاب.[1]ولكن الحوراء زينب والإمام السجاد عليمها السَّلام كانا يعرفان خطة العدو الإعلامية هذه، فركزا عليها وراحا يصبان بالخطب الساخنة والحجج الدامغة نار غضب الحقّ على الأمويين وآيديولوجيتهم وحمّلا يزيد واليزيديين مسؤولية جميع الجرائم والجنايات .

ومن نماذج اصطدام هاتين الآيديولوجيتين هو ما حدث في قصر ابن زياد عندما أدخل فيه نساء الحسين وأولاده ورهطه، وكان عبيد اللّه قد أعدّ في ذلك اليوم اجتماعاً عاماً وجيء برأس الحسين فوضع بين يديه، وكانت السيدة زينب قد دخلت القصر متنكرة وعليها أرذل ثيابها بلا مبالاة وجلست في زاوية من زواياه وقد أحاطت بها النساء والإماء ، فقال ابن زياد وقد وقعت عينه عليها: من هذه انحازت وجلست ناحية ومعها نساؤها. فلم تجبه، فأعاد ثانية يسأل عنها، فقالت إحدى إمائها : هذه بنت فاطمة بنت رسول اللّه، فأقبل عليها ابن زياد فقال لها: الحمد للّه الذي فضحكم وقتلكم واكذب أُحدوثتكم.

فأجابت زينب: «الحمد للّه الذي أكرمنا بنبيه محمد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وهو منّا، وطهّرنا من الرجس، إنّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا ـ تعني: أنت وجماعتك ـ والحمد للّه».[2]


[1]اللهوف على قتلى الطفوف، ص 69.
[2]الإرشاد، المفيد، ص 244.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست