responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 174

ومن الواضح انّ شخصاً مثل معاوية لا يجهل الفوائد الكبيرة التي يمكن أن تقدّمها له عقيدة الجبر، فقد كان يعلم هو والأمويون انّ سلطتهم غير محتملة ولا تطاق من المسلمين، ويعلمون انّهم في نظر أكثر الناس أُناس مخادعون، وانّهم أعداء لأهل بيت النبي، وقتلة لأشخاص مقدّسين لا ذنب لهم.

وإن كانت هناك عقيدة تمنع الناس عن أن يثوروا عليهم وعلى أعمالهم لكانت تلك العقيدة هي عقيدة الجبر. هذه العقيدة التي توحي إلى الناس بأنّ اللّه قد حكم منذ الأزل أن تصل هذه الأُسر إلى الحكم فأعمالهم وتصرّفاتهم ليست إلاّنتيجة لقدر إلهي محتوم، ولذلك كان مفيد جداً لهم ولدولتهم أن تتأصل هذه الأفكار في أذهان المسلمين.[1]

استخدام الأدب التخديري

وقد استغل الشعر إلى جانب النصوص الدينية في سبيل تعزيز هذه الأفكار، فقد كان معاوية قادراً على أن يفيد مما لشعراء عصره من تأثير عظيم في الرأي العام بما يخدم مصالحه وأهدافه، فكان معاوية و ملوك بني أُمية من بعده يسمعون راضين شعراءهم، بل ويحملون هؤلاء الشعراء على أن يقولوا الشعر الذي يمجدونهم فيه بنعوت تجعل سلطانهم وسيادتهم قدراً مقدوراً من اللّه، ومن أجل ذلك لا يمكن أن يثور المؤمن ضدّهم.

إنّ مرتزقة معاوية كلّفوا بأن يصوغوا أفكاره الخاصة بما يشيع بين العامة، سواء كان ذلك بالرواية عن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ أو بالشعر.[2]


[1]ثورة الحسين، محمد مهدي شمس الدين، ص 118ـ 120.
[2]ثورة الحسين، شمس الدين، ص 120ـ 123.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست