responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 136

وعلى أيّ حال كانت معاهدة الصلح يمكن أن تكون ذريعة لإعلام معاوية ودعايته ضدّ ثورة الحسين الاحتمالية.

ومن جهة أُخرى يجب أن نرى كيف كان يحكم المجتمع على ثورة الحسين المحتملة؟

ومن الواضح انّ مجتمع الحسين الذي رأينا أنّه لم يكن يملك قابلية الثورة والأهلية للقيام بها ويؤثر السلامة والعافية كان يرى أنّه قد عاهد وعليه أن يفي بما عاهد، وعليه لو كان الإمام الحسين يقوم بثورته في عهد معاوية كان سيقدمها على أنّها نقض للعهد والميثاق، ويظهرها للرأي العام وكأنّها تمرّد غير مشروع .

ب: تظاهر معاوية الديني

تركت ثورة الحسين في عهد يزيد أثراً كبيراً وأضفى عليها وهجاً ساطعاً خلدها في ضمائر الناس وقلوبهم ذلك الأثر ـ كما لاحظنا ـ الذي دفع الناس عبر القرون الطويلة إلى تمثل ابطالها واستيحائهم في أعمال البطولة والفداء، وأكبر الظن انّ الحسين لو ثار في عهد معاوية لما كان لثورته كلّ هذا الوهج الساطع والأثر الكبير، وسر ذلك يكمن في دهاء ومكر معاوية وأُسلوبه الخاص في معالجة الأُمور، ومع أنّ معاوية قد حرف الإسلام عملياً واستبدل الخلافة الإسلامية البسيطة المتواضعة بالحكم الارستقراطي الملكي الأموي، وحول المجتمع إلى مجتمع غير إسلامي، غير انّه كان يدرك جيداً انّه ليس ينبغي له وهو يحكم الناس بسلطان الدين أن يرتكب من الأعمال ما يراه العامة تحدياً للدين الذي يحكم بسلطانه، بل عليه أن يضفي على أعماله طابعاً دينياً لتنسجم هذه الأعمال مع ما يتمتع به من المنصب، وأمّا ما لا يمكن تغطيته وتمويهه من التصرفات فليرتكبه في السر.

وهناك وثائق تاريخية تدلّ على أنّه كان ملحداً لا يؤمن بشيء ممّا جعل المغيرة

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست