responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 12

وفي الوقت الذي توجد ميول وغرائز أُخرى ضمن هذا الإطار تميل إلى أنّ شرف وقيمة الإنسان أعلى وأرقى من أن يفكر في إطار مصالحه المادية الضيق وأن يعتبر حركة التاريخ معلولة لبطنه وشهوته فقط.

إنّ صفحات التاريخ الإنساني تشهد لمناضلات وجهود شخصيات قديرة وكبيرة تناولت مقبض السيف وضحّت بأرواحها وأبنائها في سبيل الحفاظ على القيم الإنسانية ومكافحة الأوضاع الدينية والأخلاقية المتردية ومعالجتها.

والتاريخ خير شاهد على ذلك، ويشهد انّ كثيراً من الحروب والصراعات التي نشبت لمحو النظام الطبقي ـ و بعبارة أصح لاسترجاع حقوق المستضعفين من المستكبرين الجبابرة ـ قد تمت تحت قيادة رجال أحرار نهضوا بدافع حب الإنسان وحفظ حقوقه، بل وأكثر من ذلك بدوافع دينية إلهية.

وتروي آيات القرآن بصراحة انّ الشخصيات المؤمنة والمستضعفة والفقيرة كانت تشكّل الجزء الأكبر من أصحاب الأنبياء ـ عليهم السَّلام ـ والتي حاربت لدثر الشرك وآثاره المدمّرة وإيصال الإنسان إلى درجة راقية درجة التعلّق باللّه تعالى والارتباط به، حتى أنّ أحد اعتراضات الطغاة المستكبرين على الأنبياء هو التفاف الفقراء والمستضعفين حولهم.[1]

وعندما نقرأ حول نهضة خاتم الرسل ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ودعوته نجد انّ طغاة عصره ومستكبريه يشترطون للإيمان بالإسلام أن يطرد الفقراء والمستضعفين من حوله.

ولذلك نهى اللّه تعالى الرسول عن طرد هذه الفئة التي حملت أعباء الدعوة على عاتقها نزولاً عند رغبة بعض المستكبرين.[2]

من يتصفّح التاريخ يجد هناك فئتين من البشر:


[1]فقد قال أعداء هود ـ عليه السَّلام ـ له : (ما نَراكَ اتَّبعك إِلاّالّذين هم أَراذِلُنا بادي الرَّأي ) (هود/27).
[2](وَلا تَطْرُدِ الَّذينَ يَدْعُونَ ربَّهُمْ بِالغداة وَالعشي) (الأنعام/52).

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست