responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 117

وعشيرته على يد جنود الإسلام بأسر واحد من أسياد آل محمد.

إذن ما كان الإمام ليصبح ـ إذا ما هزم ـ شهيداً بطلاً بقتله كما حدث في عاشوراء، بل كان يعلق بمخالب معاوية وبالتالي يتم القضاء عليه بطريقة مجهولة، وتكون هذه واحدة من تلك الخسارات الكبيرة التي تلحق موقف الحقّ وجبهته في تلك الأيام. فلو كان جيش الإمام الحسن يمنى بالهزيمة على يد جيش معاوية لكان معاوية يغير على البلاد الإسلامية ومدنها ويقوم فيها بالقتل والتنكيل بكلّ ما أُوتي من قوة لا سيما مكة والمدينة والكوفة والبصرة والحواضر الأُخرى التي كانت ضمن حدود دولة علي بن أبي طالب.

وهكذا يكون عدد القتلى ـ و على عكس نكبة عاشوراء ـ بالغاً ما لا نهاية له وما لا يمكن عده وإحصاؤه، إذن فقد كان هذا هو حقن الدماء الذي تحدث عنه الإمام.[1]

ولعله ولهذه الأسباب ولتصويبه صلح الإمام الحسن امتنع الإمام الحسين عن الثورة بعد استشهاد أخيه العظيم في فترة العشر سنوات الأخيرة من عهد معاوية أي من عام 50 إلى عام 60 هجرية تقريباً، و كان ـ عليه السَّلام ـ ينتظر الفرصة المناسبة بلهفة، واهتم بإعداد الناس فكرياً ونفسياً، إذ لم يكن رد فعل المجتمع الإسلامي والرأي العام معلوماً فيما إذا قام وثار في تلك الفترة.

يزيد شخصية المجتمع الإسلامي الكريهة

غير انّ هذا الأمر يختلف تماماً في يزيد ـ كما سنشير إليه في سيرة الإمام الحسين ـ ليس لأنّه لا يملك نضج وحنكة ودراية الأب وسياسته فقط، بل كان


[1]امام در عينيت جامعه، محمد رضا الحكيمي: 121، 133، 171.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست