responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 116

حول الثورة على الأمويين ولن تثار موجة الكراهية للسلطة الأموية، لأنّ الرأي العام كان ما يزال يجهل مدى انحراف معاوية عن الإسلام، ولذلك راحت بعض الشخصيات اللاواعية تعتقد انّ صراع الإمام الحسنـ عليه السَّلام ـ مع معاوية صراع سياسي على السلطة أكثر منه على الحقّ والباطل.

إنّ الشهادة في مثل هذه الظروف لا تخدم أهداف الثورة بل يعرّض الرأي العام إلى الخطأ في الحكم والتقدير وإلى ضياع الحقيقة.

أجواء غير ملائمة

وكما لاحظنا لم يكن الجو السياسي في عهد معاوية جواً ملائماً يتمكن المصلح فيه أن يحسم أمراً في ضوء خطة معينة وأن يجد المجتمع وجهته بدقة بل كان جواً يجعل المصلح أن يكون مراقباً لتصرفات القادة الفاسدين وأن يبدي ـ و بالنظر إلى إمكانيته وطبيعة من حوله ونوع مواجهة العدوـ رد فعل مناسب حتى تنتصر بهذا النحو الحقيقية المهزومة على الخديعة المنتصرة.

كانت هذه هي المشكلة الرئيسية في عصر الإمام الحسن.

لم يكن في ذلك العصر لما كان يعرف بالشهادة التأثير المفروض وفي الواقع تحتاج الشهادة شأنها شأن الكثير من الظواهر إلى أرضية مناسبة حتى تخرج من إطار الشهادة والإخلاص الفرديين وتأخذ لنفسها طابع ظاهرة اجتماعية مؤثرة، فيكون دم الشهيد باعثاً للحياة في شرايين الآخرين، وقد دلّت الوثائق التاريخية على أنّه لو كان الإمام يثور بجيش متثاقل متخاذل كالذي أحاط به ـ و تقدّم الحديث عنه ـ و يشهر سيفه في وجه معاوية لما كانوا يقتلونه ليكون البطل الشهيد بل كانوا يأسرونه. فقد كان معاوية يريد أن يمسح وصمة العار التي لحقته هو

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست