responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 101

القائد الخائن

جعل الإمام الحسن ـ عليه السَّلام ـ عبيد اللّه بن عباس على مقدمة الجيش وأرسل معه اثني عشر ألفاً من المقاتلين بعد أن ترك الكوفة منطلقاً إلى قتال معاوية، ونصب كلاً من: قيس بن سعد وسعيد بن قيس، وهما من كبار أصحابه كمستشارين له يخلفانه إذا ما حدث حادث لواحد من هؤلاء الثلاثة على التوالي.[1]

حدّد الإمام مسير الجيش واتجاهه وأمر بأن يصد جيش معاوية أينما وجد، وأن يطلعوه على ذلك حتى ينطلق هو بأصل الجيش نحوهم ويلتحق بهم فوراً.[2]

انطلق عبيد اللّه بمجموعته وعسكر بأرض تدعى« مسكن» قبال جيش معاوية.

لم يمضِ وقت طويل حتى أُبلغ الإمام بأنّ عبيد اللّه قد استلم مليون درهم من معاوية والتحق بمعسكره ليلاً برفقة ثمانية آلاف مقاتل.[3]

وكان من الواضح مدى تأثير خيانة هذا القائد في زعزعة معنويات الجيش وضعضعة وضع الإمام العسكري في تلك الظروف الحرجة. ومهما كان فقد تولّى قيس بن سعد الذي كان رجلاً شجاعاً تقياً ووفياً لآل علي كثيراً قيادة الجيش بأمر من الإمام الحسن، وقد حاول أن يرفع من معنويات المقاتلين خلال خطبة حماسية، وأراد معاوية أن يغريه بالمال أيضاً غير انّه لم يبع نفسه وراح يواصل صموده أمام أعداء الإسلام.[4]


[1]لم يذكر اليعقوبي سعيد بن قيس وذكره المؤرّخون الآخرون.
[2]مقاتل الطالبيين: 40.
[3]وقد قتل ولدي عبيد اللّه أحد قادة معاوية الدمويين بسر بن أرطأة، شرح النهج :2/14، و كان يجدر بعبيد اللّه أن يمنعه ـ على أقل تقدير ـ لمعاوية الذي قتل ابنيه من هذا العمل الشائن، غير انّ تلك الشخصية المتخاذلة شتّتت جيش الإمام بانضمامها إلى معاوية وخانت خيانة عظمى.
[4]مقاتل الطالبيين، ص 42; تاريخ اليعقوبي: 2/204.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست