responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 10

إنّ نقطة الضعف الكامنة في هذا النوع من كتابة التاريخ هي انّه لا يكون التاريخ مصوناً ونزيهاً من التدخل والتصرف الغير مناسب والتفسير بالرأي الخاطئ وتختلط الأحداث التاريخية فيها بأهداف وأفكار ودوافع الكاتب الشخصية ويختفي وجه الحقيقة تحت ستار سميك من التفسيرات والتنظيرات.

ومن الواضح انّه لا يمكن أن يتّهم جميع كتاب التاريخ بالحكمية السابقة لأوانها غير انّه ينبغي تقبّل عدم نزاهة الكثير منهم من نقطة الضعف تلك.

كما أنّه لا يمكن اعتبار جميع المؤّرخين النقليين كتّاباً هادفين وواقعيين، لأنّ البعض منهم لم يكن بعيداً عن الأغراض والمصالح الشخصية وكان ينقل ما يؤيد أفكاره وعقيدته الدينية ومصالحه القومية ولا يتعرض إلى الوجه الآخر من الأحداث ولكن ينبغي القول عند المقارنة انّ كمية الخطأ في التاريخ التحليلي أكثر بكثير من كمية الخطأ في التاريخ النقلي. وفي عصرنا الشيء الذي جعل التاريخ التحليلي مزدهراً أكثر هو ظهور فلسفة التاريخ التي تمتاز عن علم التاريخ شأنها شأن فلسفات أيّ علم من العلوم. توضح فلسفة التاريخ الأسباب العامة لحدوث الأحداث وتكامل المجتمع، وتعلّمنا القوانين العامة للتطور والتكامل.

وبعبارة أُخرى: انّ فلسفة التاريخ تدرس وتبحث العلاقة القائمة بين الأحداث المختلفة، وتكشف عن أسباب ومسببات تلك الأحداث التاريخية.

إنّ أي نوع من البحث للحصول على القوانين العامة لحركة وتكامل المجتمع الإنساني هي خطوة في سبيل تطور فلسفة التاريخ وتكامله، أو علم مجتمع الإنسان وتقدّمه.وتكشف الدراسة العميقة لعلل تكامل أو تحولات وتغييرات حياة الإنسان بأنّ العوامل المحرّكة للتاريخ لا تنحصر في عامل واحد أو عاملين، بل هناك أسباب متنوعة وفي ظروف مختلفة هي التي تحرك عجلة الحياة في المجتمع الإنساني وتكتب بقلم التكوين صفحات تاريخه، ولم يكن هناك عامل

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست