اسم الکتاب : الشيعه في موكب التاريخ المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 22
الشيعة في العصرين : الأُمويّ والعباسيّ
لا نأتي بجديد إذا ذهبنا إلى القول بأنّ الهجمة الشرسة التي كانت تستهدف استئصال الشيعة والقضاء عليهم قد أخذت أبعاداً خطيرة ودامية أبان الحكمين الأُموي و العباسي ، فما أن لبّى الإمام دعوة ربّه في ليلة الحادي و العشرين من رمضان على يد أشقي الأوّلين و الآخرين ، شقيق عاقر ناقة ثمود ، وهو يصلّـي في محراب عبادته ، حتّى شرع أعداء الإمام وخصوم التشيّع إلى التعرّض الصريح بالقتل و التشريد لأنصار هذا المذهب و المنتسبين إليه ، وإذا كان استشهاد الإمام علي يؤلّف في حدّ ذاته ضربة قاصمة في هيكلية البناء الإسلامي ، إلاّ أنّ هذا لم يمنع البعض ممّن وقفوا موقفاً باطلا ومنحرفاً من الإمام عليّ في حياته من التعبير عن سرورهم من هذا الأمر الجلل ، كما نقل ذلك ابن الأثير عن عائشة زوجة رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ حيث قالت عندما وصلها النبأ :
فألقت عصاها واستقرّ بها النوى * كما قرّ عيناً بالإيـاب المسافـرُ
ثمّ قالت : من قتله ، فقيل : رجل من مراد ، فقالت :
فإن يك نائياً فلقد نعاهُ * نعيُّ ليس في فيه الترابُ
اسم الکتاب : الشيعه في موكب التاريخ المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 22