responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 84

حدوث الجزء يلازم حدوث الكلّ، إلاّ أن يرجع التكلّم إلى صفة الفعل، كما عليه العدلية من المعتزلة والشيعة.

وثانياً: أنّ القول بأنّ نوع التكلّم قديم، ومصاديقه حادثة، يستلزم قدم الكلام، فيكون إلهاً ثانياً، كما في كلام الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) المتقدّم، إلاّ أن يكون التكلّم جزء الذات فيكون قديماً بقدمها.

وثالثاً: كيف ينسب مختاره إلى جمهور المسلمين، مع أنّ جمهور المسلمين هم الأشاعرة والماتريدية والإمامية والمعتزلة، والجميع يتبرّأون من تلك النسبة. بل هم بُرآء منها براءة يوسف ممّا اتُّهم به. وهذا هو الإمام الاسفرائيني شيخ الأشاعرة في عصره يقول: إنّا نعلم أنّ كلام الله تعالى ليس بحرف ولا صوت، لأنّ الحرف والصوت يتضمنان جواز التقدّم والتأخّر، وذلك مستحيل على القادر سبحانه.[1]

ورابعاً: لو كان تكلّمه سبحانه مع كلّ فرد من المكلّفين بالحروف والأصوات، فلا يكون أسرع الحاسبين بل أبطأهم مع أنّه سبحانه يقول: ((ثُمَّ رُدُّوا إلى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ألا لَهُ الحُكْم وَهُوَ أسْرَعُ الحاسِبينَ)).[2]

وخامساً: أنّ ما زعمه في كيفية تكلّمه سبحانه يتّفق تماماً مع ما ورد
في التوراة في قصة آدم وحوّاء عند أكلهما من الشجرة، فقد جاء فيها ما هذا نصّه:

«ورأت المرأة أنّ الشجرة طيبة للأكل ومتعة للعيون وأنّ الشجرة شهية


[1] التبصير في الدين:167، تحقيق كمال يوسف الحوت، طبعة عالم الكتب، بيروت.
[2] الأنعام:62.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست