responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 83

وقال أيضاً: وجمهور المسلمين يقولون إنّ القرآن العربي كلام الله وقد تكلّم الله به بحرف وصوت، فقالوا: إنّ الحروف والأصوات قديمة الأعيان، أو الحروف بلا أصوات، وأنّ الباء والسين والميم مع تعاقبها في ذاتها فهي أزليّة الأعيان لم تزل ولا تزال، كما بسطت الكلام على أقوال الناس في القرآن في موضع آخر.[1]

حصيلة كلامه عبارة عن الأُمور التالية:

1. إنّ تكلّمه سبحانه من صفات ذاته كالعلم والقدرة، فيجب أن يكون قائماً بذاته لا قائماً بفعله وليس كالرزق والنعمة، حتى يقوم بفعله، فإذا أنعم يصير منعماً وإذا رزق يصير رازقاً، بل تكلّمه ككونه عالماً وقادراً.

2. إذا كان تكلّمه قائماً بالذات وداخلاً فيها، يجب أن يكون قديماً كقدم علمه وقدرته ولا يكون حادثاً.

3. وبما أنّ التكلّم سنخ وجوده التدرّج، وحقيقته قائمة به أيضاً، فلابدّ أن يكون نوع التكلّم قديماً وأفراده حادثاً، نظير قول الحكماء من الأغارقة: إنّ النفس الإنساني قديم بالنوع وإن كانت مصاديقه حادثة.

4. أنّ ما ذكره هو، في نظره، عقيدة جمهور المسلمين، وكأنّ المسلمين عنده هم جماعة أهل الحديث فقط.

يلاحظ على ما ذكره أوّلاً: بأنّه إذا كان التكلّم الذي واقع وجوده الحدوث والتجدّد، قائماً بالذات ونابعاً عنها، فلازم ذلك، حدوث الذات، لأنّ


[1] مجموع الفتاوى:5/556ـ557.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست