responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 477

فسأل الفقهاء عن ذلك فلم يجد عندهم جواباً فبعث إلى عليّ الهادي (عليه السلام)يسأله فقال: تصدّق بثلاثة وثمانين درهماً، فسأله المتوكل عن السبب؟ فقال: لقوله تعالى: ((لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَة))[1] وكانت المواطن هذه الجملة، فإنّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)غزا سبعاً وعشرين غزاة، وبعث ستاً وخمسين سريّة.

قال المسعودي: نُمي إلى المتوكل بعلي بن محمد أنّ في منزله سلاحاً من شيعته من أهل قم وأنّه عازم على الملك، فبعث إليه جماعة من الأتراك فهجموا على داره ليلاً، فلم يجدوا شيئاً وهو في بيت يقرأ القرآن وعليه مدرعة من صوف وهو جالس على الرمل والحصباء متوجه إلى الله تعالى يتلو القرآن، فحُمل على حالته تلك إلى المتوكل فأُدخل عليه وهو في مجلس الشراب والكأس في يد المتوكل، فأعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس، فقال: والله ما خامر لحمي ودمي قط (فاعفني) فأعفاه وقال له: أسمعني صوتاً، فقال(عليه السلام): ((كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّات وَ عُيُون))[2]... الآيات; فقال: أنشدني شعراً! فقال: إنّي قليل الرواية للشعر، فقال: لابدّ من ذلك، فأنشده:

باتوا على قُلَلِ الأجبال تحرسهم *** غُلْبُ الرجال فما أغنتهمُ القُلَلُ

واستُنزلوا بعد عزٍّ من معاقلهم *** وأُسكنوا حُفَراً يا بئس ما نزلوا

ناداهمُ صارخٌ من بعد دفنهم *** أين الأساور والتيجان والحُللُ

أين الوجوه التي كانت منعّمة *** من دونها تُضرب الأستار والكللُ

فأفصح القبر عنهم حين سائلهم *** تلك الوجوه عليها الدود يقتتل

قد طالما أكلوا دهراً وقد شربوا *** فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا


[1] التوبة: 25 .
[2]الدخان:25.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 477
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست