responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 460

3. الفضل بن سهل ذو الرياستين.

وقد لاحظ الدكتور كامل مصطفى الشيبي هذا الإقبال المنقطع النظير على الإمام الرضا، للانتهال من علمه، فقال: كان الرضا من قوة الشخصية وسموّ المكانة أن التفّ حوله المرجئة، وأهل الحديث، والزيدية.[1]

ومن أراد أن يقف على سمو مقامه(عليه السلام) بين العلماء النبلاء، المسلمين أو غيرهم، فليرجع إلى مناظراته مع اليهود والنصارى والماديّين والصابئين، وقد جمع قسماً منها الشيخ الصدوق في «عيون أخبار الرضا»، والشيخ الطبرسي في كتاب «الاحتجاج»، ولنذكر أُنموذجاً واحداً، وهي مناظرته مع أبي قرّة، وهو أحد أعلام المحدثين في عصره.

قال: روينا أنّ الله قسّم الرؤية والكلام بين نبيَّين، فقسم لموسى(عليه السلام)الكلام ولمحمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)الرؤية.

فقال أبو الحسن(عليه السلام): «فمن المبلّغ عن الله إلى الثقلين الجنّ والإنس: أنّه ((لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ))[2]، و (( لاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا))[3]، و ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ )(شَيءْ))[4]، أليس محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)؟» قال: بلى.

قال: «فكيف يجيء رجل إلى الخلق جميعاً فيخبرهم أنّه جاء من عند الله، وأنّه يدعوهم إلى الله بأمر الله، فيقول: ((لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ))، و ((لاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا))، و((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءْ))، ثمّ يقول: أنا رأيته بعيني


[1] الصلة بين التصوّف والتشيّع:214، دار المعارف بمصر، الطبعة الثانية.
[2] الأنعام:103.
[3] طه:110.
[4]الشورى:11.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 460
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست