responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 455

لنيل ما هو أدنى من ذلك كإمارة الكوفة أو البصرة.

ومعاويه أيضاً الذي لعبت يده تحت الستار في حرب الجمل، وخاض الحرب ضد خليفة زمانه في صفين، بحجة أخذ ثأر ابن عمه عثمان، فلمّا تولّى الخلافة، وصفا له الجوّ، نسي الثأر ومؤاخذة الثائرين على عثمان، فبان أنّ كلّ ما قام به من قتل النفوس وسفك الدماء لم يكن إلاّ لأجل نيل الخلافة.

هذا هو حال السلف الصالح عند القوم، وأمّا الإمام الرضا(عليه السلام) فإنّه أعرض عن الخلافة ودفعها عن نفسه كما رفض ولاية العهد أيضاً، فهل هناك أزهد ممّن يزهد بملك البلاد الإسلامية المترامية الأطراف؟!

وقد اقتدى(عليه السلام) في ذلك بجده علي بن أبي طالب، حيث قال:

أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ، وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ، وَمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلاَّ يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِم، وَلاَ سَغَبِ مَظْلُوم، لاََلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا، وَلاََلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْز![1]

وممّا يشهد لسموّ منزلة الإمام الرضا في الزهد والورع ـ إضافة إلى العلم ـ وأنّه لا يرقى إليه في ذلك أحد، هاتان الكلمتان اللتان صدرتا في حقّه من رجلين مشهورين، عاصرا الإمام، وشاهداه عن كثب، وهما: المأمون العباسي، وكاتب العراق في عصره إبراهيم بن العباس الصولي.

قال المأمون في العهد الذي كتبه للرضا(عليه السلام):

ولم أزل منذ أفضت إليّ الخلافة أنظر فيمن أُقلّده أمرها، واجتهد فيمن


[1] نهج البلاغة، الخطبة رقم 3. (الخطبة الشقشقية).
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 455
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست