responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 257

وحده من دون الصحابة أجمعين، واستثار كلّ أضغانه الأموية للحطّ من قـدر الإمام(عليه السلام)، ولجأ، لهذا الغرض، إلى مختلف الأساليب المموِّهة والمضلِّلة، الأمر الذي أوقعه في تناقضات واضحة، أعماه الحقد عن رؤيتها.

والحقّ أنّ كلام جابر من أنّهم كانوا يعرفون المنافقين ببغض عليّ، هو تجسيد حيّ لما صحّ من قول رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ:«إنّه لا يحبّك إلاّ مؤمن، ولا يبغضك إلاّ منافق».[1]

فلمَ، إذاً، كلّ هذا التعسّف في ردّ كلامه، بل في ردّ الحديث الشريف؟

ومن الغريب قول ابن تيمية: إنّ القرآن الكريم ذكر علامات المنافقين، وليس في شيء منها بغض عليّ، ثم هو ينقل عن الصحيحين من أنّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان».[2] وهذه العلامات، كماترى، لم تُذكر في القرآن الكريم.

وينقل، أيضاً، عن الصحيحين من أنّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار».[3] وهذه العلامة، أيضاً، لم تُذكر في القرآن الكريم. والسبب واضح، وهو أنّ تلك الآيات لم تكن بصدد الحصر... وابن تيمية يعلم ذلك، ولكن بغض عليّ(عليه السلام)، هو الذي حمله على هذا الجدل المقيت.


[1] مسند أحمد:1/95، و138، وانظر: سنن الترمذي:5/343، وصحيح مسلم:1/86، وفيه عن عليّ(عليه السلام): «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنّه لعهد النبيّ الأُمّيّ أنّه لا يحبني إلاّ مؤمن، ولا يبغضني إلاّ منافق».
[2] منهاج السنّة:7/148، وفي طبعة بولاق:4/41.
[3] منهاج السنّة: 7 / 147، وفي طبعة بولاق : 4 / 40.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست