اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 205
قال الألباني: وجملة القول أن حديث الترجمة (يعني: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه) حديث صحيح بشطريه. [1]
ثمّ إنّ الألباني أصاب الحق في إثبات صحّة الحديث، ولكنّه أخطأ في ذيل كلامه، حيث قال: وأمّا ما يذكره الشيعة في هذا الحديث وغيره أنّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)قال في علي(عليه السلام): «إنّه خليفتي من بعدي» فلا يصحّ بوجه من الوجوه، بل هو من أباطيلهم الكثيرة التي دلّ الواقع التاريخي على كذبها ; لأنّه لو فرض أنّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)قال، لوقع كما قال، لأنّه ((وَحْيٌ يُوحَى ))[2] والله سبحانه لا يخلف وعده.
والحقّ أنّ المسكين قد خلط بين الإخبار والإنشاء، والجملة قصد بها الإنشاء، ولم يقصد الإخبار حتى يلزم التخلّف، وكم من أخبار في القرآن والسنة قُصد بها الإنشاء ولم تقع. مثل قوله:((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ))[3] وهل كانوا كذلك؟ لا أدري. والقارئ الكريم ـ العارف بما جرى في عصر الصحابة من الحروب الطاحنة ـ أدرى.
وها نحن نذكر نماذج من مواقفه من علي وأولاده(عليهم السلام).