responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 168

3. توسّل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بحقّه وحقّ مَن سبقه من الأنبياء(عليهم السلام)

لمّا ماتت فاطمة بنت أسد، دخل عليها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فجلس عند رأسها فقال: رحمك الله يا أُمّي...، بعد أُمّي ثمّ دعا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أُسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود يحفرون، فحفروا قبرها، فلمّا بلغوا اللحد حفره رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بيده وأخرج تُرابه بيده، فلمّا فرغ دخل رسول الله فاضطجع فيه ثم قال: «الله الذي يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت، اغْفر لأُمّي فاطمة بنت أسد ولقِّنْها حجّتها، ووسّع عليها مدخلها، بحقّ نبيّك والأنبياء الذين من قبلي».[1]

إلى هنا تبيّن أنّ التوسّل بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وبدعائه ونفسه وشخصه ومنزلته وجاهه ومقامه، أمر ندبت إليه السنّة النبوية وعمل به الصحابة، والروايات الواردة في هذا المضمار كثيرة استقصينا قسماً منها في كتابنا:«الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية»، فلا حاجة إلى التكرار.

إنّما الكلام فيما يدّعيه ابن تيمية من اتّفاق الصحابة وسلف الأُمة وأئمة المسلمين، في كلّ ما يتبنّاه من عقائد، وما يختاره من آراء، ومنها تحريم التوسّل بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في حين أنّ دراسة سيرة المسلمين والتتبُّع في غضون التاريخ يثبتان بوضوح أنّ التوسل بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)بأشكاله المختلفة، كان دأب المسلمين عبر القرون، ومنذ رحيل النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد قام المحقّق السيد الشريف الدكتور محمود السيد صبيح برصد مواضع تلك التوسّلات بشكل


[1] المعجم الكبير للطبراني:24/352، برقم871; حلية الأولياء:3/121; المعجم الأوسط للطبراني: 1/68، برقم 189; كنز العمال:12/148، برقم 34425.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست