responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 166

تغفر لي ذنوبي، إنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت، أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ملك».[1]

إنّ هذا الحديث واضح جدّاً في معناه، ويدلّ على أنّه يجوز للمسلم أن يتوسّل إلى الله بحرمة أُوليائه الصالحين ومنزلتهم ووجاهتهم عند الله سبحانه، فيجعل أولئك لله وسطاء وشفعاء لقضاء حاجته واستجابة دعائه، ودلالة الحديث على الموضوع الذي نتحدّث عنه واضحة.

ولمّا لم يجد المخالف ثغرة في دلالة الحديث حاول تضعيف السند، فلم ير فيه من يغمزه أو يطعن عليه، إلاّ عطيّة العوفي، الذي لم يكن له أي جرم سوى ولائه وحبه لعليّ(عليه السلام)[2]، ولو صار هذا سبباً لرفض الحديث لذهب جُلُّ الأحاديث الصحيحة كما قال الذهبي: فلو ردّ حديث هؤلاء (يعني: الشيعة) لذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بيّنة.[3]

2. روى الطبراني عن عمر بن الخطاب عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: لمّا أذنب آدم الذنب الذي أذنبه، رفع رأسه إلى السماء فقال: أسألك بحق محمد إلاّ غفرت لي فأوحى الله إليه: ومَنْ محمد؟ فقال: تبارك اسمك، لمّا خُلقْتُ رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب: لا إله إلاّ الله ومحمد رسول الله،


[1] سنن ابن ماجة:1/256، برقم 778; مسند أحمد:3/21; كنز العمال:15/396; المصنّف:7/29; كتاب الدعاء للطبراني:149.
[2] ويدلّ على ذلك، قول الساجي: ليس بحجّة وكان يقدّم علياً على الكلّ، وقول الجوزجاني (الناصبي): مائل. يُذكر أنّه روى عن عطية جلّة الناس، وقد وثّقه ابن سعد، وابن معين(في رواية عنه)، وقال عباس الدوري عن ابن معين: صالح. انظر: مجمع الزوائد:9/109، وتهذيب الكمال: 20/145، الترجمة 3956.
[3] ميزان الاعتدال:1/5.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست