responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 164

فالإمام الداعي يقول إنّهم كانوا يتوسّلون بالنبيّ نفسه وبذاته وكرامته وقداسته لا بدعائه(صلى الله عليه وآله وسلم)، وإنّهم يتوسّلـون الآن بشخـص العبـاس لا بدعائه رحمه الله، وعلى ذلك فتقدير كلمة (بدعائه) تخرّص على الغيب، ويؤيد ذلك أنّ ابن حجر قال ضمن تفسيره لهذا الحديث: إنّ بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة جاء إلى قبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)فقال: يا رسول الله استسق لأُمّتك فإنّهم قد هلكوا، فأتى الرجل في المنام فقيل له: «ائت عمـر»، الحديث.[1]

وأمّا توسّل عمر بشخص العباس دون النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فوجهه واضح، وهو أنّه أراد أن يتوسّل بشخص يشارك القوم في الحياة ومشاكلها من الشدّة والضرّاء، قائلاً بأنّا إذا لم نكن مستحقين لنزول الرحمة، لكن عمّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)مستحقّ لذلك، فليشملنا أيضاً.

2. روى ابن عساكر، قال: روى ابن عُيينة عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: خطب عمر بن الخطاب أُمّ كلثوم بنت أبي بكر إلى عائشة فأطمعته، وقالت: أين المذهب بها عنك؟ فلمّا ذهبت قالت الجارية: تزوجيني عمر وقد عرفت غيرته وخشونة عيشه، والله لئن فعلت لأخرجنّ إلى قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ولأصيحنّ به، إنّما أُريد فتى من قريش يصبّ عليّ الدنيا صبّاً.[2]

وواضح أنّ الضمير في «به» راجع إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).

3. روى الطبري وابن كثير عن قرّة بن قيس التميمي: لا أنس قول زينب ابنة فاطمة حين مرّت بأخيها الحسين(عليه السلام) صريعاً وهي تقول: يا محمداه، يا


[1] فتح الباري:2/496.
[2]تاريخ دمشق:25/96; الاستيعاب:4/1807 و1808.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست