responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 163

وقال مثلاً: يا محمد اشفع لي، فقد أشرك; لأنّ الدعاء مخّ العبادة، ودعاء الميّت ـ على رأيهم ـ من صميم العبادة، وقد عزب عن المسكين أنّ على ما ذكره يكون المتوسّل في زمان عثمان مشركاً لأنّه قال: يا محمد، وهو ميّت.

أضف إلى ذلك: وجود المغالطة في معنى الحديث، فإنّ المراد من قوله: الدعاء مخّ العبادة، أي دعاء الله سبحانه، لا دعاء كلّ شخص شخصاً، وإلاّ لم يبق على أديم الأرض من يسجل اسمه في قائمة التوحيد، فإنّ الآباء والأُمهات ما زالوا يدعون أبناءهم.

سيرة الصحابة والتوسّل بنفس النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)

إنّ من سبر سيرة الصحابة في حياتهم يقف على أنّهم كانوا يتوسّلون بالنبي ويتوجّهون به إلى الله تعالى في الأزمات والشدائد، وهانحن نذكر هنا بعض النماذج على ذلك:

1. عَنْوَن البخاري باباً بعنوان: سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، وقد ذكر فيه الحديث التالي:

إنّ عمر بن الخطاب كان إذا قُحطُوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللّهم إنّا كنّا نتوسّل إليك بنبينا فتسقينا وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبينا فاسقنا، فيسقون.[1]

فالحديث يدلّ على أنّ الإمام (عمر بن الخطاب)كان نفسه هو الداعي، وأنّه كان يقول في دعائه ذلك القول: إنّا كنّا نتوسّل إليك بنبيّنا فتسقينا وإنّا نتوسّل إليك بعم نبينا فاسقنا.


[1] صحيح البخاري، برقم 1010.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست