responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 155

من الميّت الحوائج، أو يطلب منه الدعاء والشفاعة، أو يقصد الدعاء عند قبره لظن القاصد أنّ ذلك أجوب للدعاء، فالزيارة على هذه الوجوه كلّها مبتدعة لم يشرّعها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا فعلها الصحابة لا عند قبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا عند غيره، وهي من جنس الشرك وأسباب الشرك.[1]

أقول: إنّ التوسّل بالنبي يتحقّق على صورتين:

1. التوسّل بذات النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ونفسه وشخصه، كأن يقول:

اللّهمّ إنّي أتوسّل إليك بنبيّك محمد أن تقضي حاجتي.

2. التوسّل بمقامه ومنزلته عند الله، كأن يقول:

اللهمّ إنّي أتوسّل إليك بجاه محمد وحرمته أن تقضي حاجتي.

فابن تيمية ومقلّدوه من الوهابية يحرّمون الصورتين، ويصفونهما بالشرك، ولكن الروايات الصحيحة تدلّ على صحّتهما، وقبل أن نذكر الروايات نأتي بمقدّمة موجزة.

لا شكّ أنّ المؤثر والمجيب هو الله سبحانه، وأنّه لا تأثير في عالم الوجود إلاّ له، وما سواه من العلل الطبيعية والملكوتية كلّها أسباب تحمل رحمة الله تبارك وتعالى، وتجري رحمته ونعمته وكرمه وإحسانه عن طريق تلك العلل، وقد تعلّقت إرادته سبحانه ومشيئته على نزول الرحمة عن طريق العلل والأسباب التي جعلها عللاً إعدادية للمسببات، وقد قال الإمام الصادق(عليه السلام):


[1] التوسّل والوسيلة:24.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست