اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 139
وقال الإمام أبوزكريا النووي في مناسكه وغيره: فصل في زيارة قبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وذكر كلاماً مطوّلاً، ثم قال: «فإذا صلّى تحيّة المسجد أتى القبر، فاستقبله واستدبر القبلة على نحو أربعة أذرع من جدار القبر، وسلّم مقتصداً لا يرفع صوته»، وذكر كيفيّة السلام، ثم قال: «ويجتهد في إكثار الدعاء، ويغتنم هذا الموقف الشريف...» إلى آخره.
فهذه نقول الأئمة بتطويل الدعاء عند القبر المكرّم، وقد خاب من افترى وكلّ أحد تلحقه الخيبة على قدره.[1]
والعجب أنّ ابن تيمية يرمي السلف بترك الدعاء عند قبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)مع أنّا نرى أنّ السلف الصالح يدعون عند مرقد الإمام الثامن علي بن موسى الرضا(عليه السلام):فكيف عند قبر جده: النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).
1. روى الحافظ ابن حجر في ترجمة الإمام الرضا(عليه السلام) عن الحاكم في تاريخ نيسابور قال: وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول: خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضا(عليه السلام)بطوس، قال: فرأيت من تعظيمه ـ يعني ابن خزيمة ـ لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرّعه عندها ما تحيّرنا.[2]
2. وقال ابن حبّان، وهو يتحدّث عن زياراته لقبر الإمام الرضا(عليه السلام): قد زرتُه مراراً كثيرةً، وما حلّت بي شدّة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر علي
[1] دفع الشبه عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والرسالة «أو دفع شبه من تشبّه وتمرد»:201ـ202. [2] تهذيب التهذيب:7/339.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 139