الصلاة و غيرهما: «يغتسل»، «يعيد الصلاة»، «يستقبل القبلة» إلى غير ذلك، فالجمل الخبرية في هذه الموارد، استعملت لداعي الطلب أو البعث و الكلام يقع تارة في كون الاستعمال حقيقة أو مجازاً أو كناية، و أُخرى، في دلالتها على الوجوب واللزوم. و ثالثة، في كونها آكد في الدلالة على الوجوب من الأمر بالصيغة، و رابعة في عدم لزوم الكذب إذا لم يمتثل العبد.
أمّا الأوّل، فالظاهر أنّه ليس مجازاً على كلا المذهبين في تفسيره لا على مذهب المشهور ولا على المذهب المختار أمّا الأوّل فلأنّه عبارة عن استعمال اللفظ في غير ما وضع له ابتداءً بعلاقة المشابهة وغيرها و هذا المعنى غير متحقّق في المقام إذ أيّ علاقة بين الإنشاء والإخبار حتّى يجوز استعمال اللفظ الموضوع للإخبار في الإنشاء ولو افترضنا وجود العلاقة بنحو من الأنحاء فالجمل المتقدّمة في الآيات و الروايات بشهادة الوجدان مستعملة في المعنى الخبري ، لا الإنشائي فالإرادة الاستعمالية تعلّقت بالإخبار، بخلاف الجدّ، و المقياس في كون الاستعمال حقيقة أو مجازاً هو تعلّق الإرادة الاستعمالية بالموضوع له أو بغيره.
وأمّا على المبنى المختار في المجاز من كونه عبارة عن استعمال اللفظ في ما وضع له و تطبيقه على الفرد الادّعائي بعلاقة المشابهة وغيرها فهو أيضاً غير متحقّق لأنّ العلاقة المذكورة غير موجودة في المقام و على فرض الوجود ليس هناك ادّعاء.
ومن جانب آخر، ليس الاستعمال فيها على وجه الحقيقة لأنّ الغرض ليس إيقاف الذهن على المعنى الخبري فانحصر كونه كناية و هو إطلاق اللفظ و استعماله في الملزوم ليكون معبراً و جسراً للانتقال إلى اللازم، كما في قولك:«زيد جَبان الكلب» فانّه كناية عن جوده و كرمه و المقام من هذا القبيل كما لا يخفى، فانّه لا يريد الإخبار عن الواقع، إذ لا علاقة له به ، و إنّما يذكره بداعي البعث والإنشاء، حتّى ينتقل منه إليه.