responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحصول في علم الأُصول المؤلف : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    الجزء : 1  صفحة : 336

من سبق إرادة تكوينية، فهي تختلف شدّة و قوّة حسب اختلاف الغايات والأغراض والمصالح في لزوم إحرازها و عدمه. فالذي يميّز الوجوب عن الندب المشتركين في الطلب، إنّما هو نشؤ الطلب عن الإرادة الشديدة أو الخفيفة.

فإن قلت: الإرادة لا يتصوّر فيها الضعف والشدّة، إذ هي نفس الشوق المؤكّد المحرِّك للعضلات فإذا بلغ الشوقُ إلى هذا الحدّ، فهو إرادة و إلاّ فلا، من غير فرق بين كون إحراز متعلّقاتها أمراً حتمياً أو لا.

قلت: إنّ اختلاف الآثار يدلّ على اختلاف المؤثّرات، فاختلاف حركات العضلات في السرعة والبطء يكشف عن اختلاف مراتب الإرادة من حيث الشدّة و القوّة. فهل الإرادة المتعلّقة بانقاذ الولد من الموت مثل الإرادة المتعلّقة بشرب الشاي؟

فإن قلت: إنّ الإرادة من العلل الباعثة إلى الطلب، و المعلول متأخّر عن العلّة بتمام ذاته، ولا يمكن أن يكون صدور المعلول عن علّته، من مقوّماته و مميّزاته.

قلت: هذا لو صحّ فإنّما يصحّ في المعاليل الحقيقية، فانّ المتأخّر لا يمكن أن يتميّز بما هو مقدّم عليه. و أمّا الوجوب والندب اللذان يعدّان من المفاهيم الانتزاعية فلا مانع من تميّـزهما بالإرادة السابقة عليهما.

هذا كلّه في امتيازهما حسب الثبوت.

وأمّا امتيازهما حسب الإثبات، فإنّما يحصل بالمقارنات، فإذا كان إنشاء الطلب مقروناً بصوت عال، و حركات خاصّة تدلّ على عدم رضا المولى بتركه، فانّه ينتزع منه الوجوب. و إذا كان مقروناً بما يفيد عكس ذلك، ينتزع منه الندب.[ 1 ]



[1] إنّ السيد الأُستاذ المحقّق البروجردي ـ قدّس الله سرّه ـ اكتفى في مقام التمييز باختلافهما بالمقارنات الذي يرجع إلى التمييز في مقام الإثبات مع أنّ الاختلاف في ذلك المجال، فرع كونه متميّزاً في مقام الثبوت. لاحظ نهاية الأُصول، ص 89ـ 91.

اسم الکتاب : المحصول في علم الأُصول المؤلف : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست